Amthal Fi Tafsir
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الجزء1
Genre-genre
لو أن هؤلاء يستهدفون حقا إدراك الحقيقة، ففي هذه الآيات النازلة على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) دلالة واضحة بينة على صدق أقواله، فما الداعي إلى نزول آية مستقلة على كل واحد من الأفراد؟! وما معنى الإصرار على أن يكلمهم الله مباشرة؟!
مثل هذا الطلب تذكره الآية 52 من سورة المدثر: ( بل يريد كل امريء منهم أن يؤتى صحفا منشرة ).
مثل هذا الطلب لا يمكن أن يتحقق، لأن تحققه إضافة إلى عدم ضرورته مخالف لحكمة الباري سبحانه، لما يلي:
أولا: إثبات صدق الأنبياء للناس كافة أمر ممكن عن طريق الآيات التي تنزل عليهم.
ثانيا: لايمكن للآيات والمعاجز أن تنزل على أي فرد من الأفراد، فذلك يتطلب نوعا من اللياقة والإستعداد والطهارة الروحية. فالأسلاك الكهربائية تتحمل من التيار ما يتناسب مع ضخامتها. الأسلاك الرقيقة لا تتحمل التيار العالي، ولايمكن أن تتساوى بالأسلاك الضخمة القادرة على توصيل التيارات العالية . والمهندس يفرق بين الأسلاك التي تستقبل التيارات العالية من المولدات مباشرة، والأسلاك التي تنقل التيار الواطيء داخل البيوت.
الآية التالية تخاطب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتبين موقفه من الطلبات المذكورة وتقول: ( إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ).
فمسؤولية الرسول بيان الأحكام الإلهية، وتقديم المعاجز، وتوضيح الحقائق، وهذه الدعوة ينبغي أن تقترن بتبشير المهتدين وإنذار العاصين وهذه مسؤوليتك أيها الرسول، وأما الفئة التي لا تذعن للحق بعد كل هذه الآيات فانت غير مسؤول عنها: ( ولا تسئل عن أصحاب الجحيم ).
~
Halaman 356