حسون :
وأنا أيضا يا بثينة غفرت هفوات الدهر لهذه الساعة المحسنة الطيبة، وإن لم أخل ولن أخلو ما عشت من تفجع للوطن العزيز، وتوجع لرزئه الجليل.
بثينة (متنهدة بعد انبساط) :
آه من الدهر ماذا صنع! لطف الله بك يا إشبيلية فيما حل عليك من قضائه، وجعل وطأة المغاربة خفيفة عليك وعلى جاراتك من حواضر الأندلس.
حسون (مطرقا متنهدا) :
دهر ببنيه يا بثينة قلب، ودنيا ترتجل العجائب، وملك في السماء يفعل بعباده على الأرض ما يشاء، ولكن بثينة حبيبتي، أميرتي، أحق أننا التقينا في يقظة أم نحن خيالان في رؤيا من الأحلام؟ أتذكرين يا بثينة يوم السوق؟ أتذكرين قرطبة؟ أتذكرين رسالة الضبي؟ لله ما كان أحلاك يومئذ وراء اللثام!
بثينة :
وأنت يا حسون، لله ما كان أجملك وأكملك، وكأنك يومئذ ملك كنت تنتقل في السوق فتخرج من مكتبة وتدخل غيرها، وتدع كتابا وتأخذ كتابا، والكتب حلية الشباب النابه، وجمال الفتوة النابغة.
حسون :
أتذكرين كل ذلك يا بثينة؟
Halaman tidak diketahui