ياما الإنسان يتأسف لما يتفكر في أحوال الدنيا. أهو أنا كنت رجل على قدر حالي، تاجر صغير، ألحس سني وأبات مهني. رزق يوم بيوم والنصيب على الله. وكنت مبسوط أربعة وعشرين قيراط. وفي وقتها زوجتي كانت ما تنظرشي إلا لأشغال بيتها. لا تحب الخروج ولا الدخول زي النسوان الآخرين. وكانت مهنياني. أما تعالى لدلوقت اللي ربنا فتح علينا بأبواب الفرج وصرت غني وتاجر عظيم وشهير، احتاطت بي جميع الهموم، والسبب في ذلك تكون مراتي؛ لأنها صارت تقلد المدامات إياهم، وكل صيفية ما يصحش إلا تروح باريز تتنطط وتتعاجب كأنها ست صغيرة. وإذا قلت لها: السنة دي ما أقدرش أروح معاكي لكثرة الأشغال فتوجد لها ألف من يروح معها، فألتزم أروح معها وإلا أشوف وأسمع ما أكره وأصير من عايلة التيوس. آه يا سوء بختي، ربنا يلطف. وأما عيشتي أنا مثل الزفت وأحسن. من صباحات ربنا أنزل على البنك. وبينما أكون أنا في مجادلات ومنازعات مع تجار وسماسرة وما أشبه ذلك، وحضرة الست تستقبل زيارة جملة جدعان نماردة، لا لهم شغلة ولا مشغلة إلا بيت يشيلهم وبيت يحطهم. يضحكوا على واحدة، ويسلبوا عقل التانية، وأحيانا يتقاتلوا على الست من دول من غير ما يعلم بشيء المسكين زوجها. وفي الحال الناس تحكي في حقه وفي سيرتها، وتكبر العبارة ولو كان أصولها حاجة هزيان. وأما بعد الظهر الست في لزوم تخرج تشم هوا بعربية لوحدها؛ لأني إذا أردت أروح معها تكركب لي الدنيا وتقول بأعلا حسها: الموضة مهياش كدا؛ الست لازم تخرج لوحدها؛ لأن إذا خرجت مع زوجها يقولوا عليها الستات الآخرين: دي مالهاش كفاليير يتبعها على حصان! يخي الله يلعن الكفاليير والحصان والفسحة وساعة ما صرنا أغنيا. أنا والله أحسد الرجالة اللي نسوانهم ما يعرفوش الموضة والآلافرنكه.
المنظر الخامس (الست مريم والمذكورين)
مريم (تدخل من الباب الشمال وتقول) :
يعني يحل من الله إنك تصحينا بدري كدا؟ يعني تكسب من الأذية دي كتير؟ معناها لطيف جنابك؟
إبراهيم :
نعم يا ستي؟ بتقولي إيه؟ بقا الوقت بدري ونحن صرنا تقريبا الظهر؟ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. مقبول يا ستي.
مريم :
ما تقولش ستي؛ اتعلم لك كلمتين فرنساوي على آخر الزمن وقول مادام. فهمت؟
إبراهيم :
طيب يا مدام، بقا أنا بدي أخبر جنابك يا مدام إن الحوايج الذي وصيتيني عليهم في باريز أهم جاءوا بالسلامة.
Halaman tidak diketahui