Puteri yang Berazam
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
Genre-genre
بل إن ما أوصل ذات الهمة إلى أقصى درجات اندهاشها من فعل أبي محمد البطال توصله إلى ما أحدثه الأروام من تغيير لأماكن لقاءات وفودهم وقادتهم داخل أوطان لم تسمع بها أصلا، وكاتدرائيات ودوقيات متناهية السرية، ليزرع داخلها جواسيسه وأسماعه من عيارين وبصاصين، والذين تعرض الكثيرون منهم للاستشهاد والأسر وأقسى أنواع التعذيب داخل سجونهم وآلات تعذيبهم، التي لا تعرف معنى الرحمة أو الشفقة.
وكان البطال يضرب بهؤلاء الشهداء وظروف موتهم المثل الحي على الشجاعة والجلد، محييا ذكراهم العطرة دفاعا عن حرمات المسلمين.
بل إن ذات الهمة لم تتوان للحظة عن ذكر أولئك الشهداء العرب، ورعاية أسرهم والوصاية بكل عطاء لهم ... فهم - أي الشهداء - أحباب الله كما كانت تكرر دائما.
وقد لاحظت الأميرة ذات الهمة منذ الصبا المبكر في ابنها الأمير عبد الوهاب مدى حرصه ورعايته لأبناء القتلى والشهداء، لدرجة أنه أخذ على عاتقه المشاركة في مواساة أهاليهم خلال طقوس الدفن والجنازات والعزاء، سواء في الإنابة عن ذات الهمة، أو بدافع شخصي منه.
في البداية أعجبت ذات الهمة بمدى تعاطف عبد الوهاب مع المصابين من كوارث الحرب والجهاد ، مما دفعها إلى مباحثة أمير الحملة في ضرورة إنشاء ديوان خاص لرعاية الشهداء وأسرهم، يخضع لقوانين محددة يتفق عليها، ونما الاقتراح إلى حد استخراج حصة ثابتة من مخزون الغنائم يجري صرفها على الجرحى والمصابين وأهالي الشهداء.
حتى إذا ما شب الأمير عبد الوهاب ووصل إلى مطلع شبابه أوكلت ذات الهمة هذه الإدارة أو «الديوانية» إليه، نتيجة حرصه وإحساسه المبكر بواجب الرعاية للشهداء والمصابين والجرحى وأسرهم.
ولم تطل فرحة ذات الهمة بما استحوذت عليه من أسلحة وأسرى ومعلومات وخطط حربية استحدثها الأعداء خلال فترة غيابهما عن الجبهة، ذلك أنها ما إن عادت أدراجها يرافقها الأمير عبد الوهاب إلى مضاربها فرحة مستبشرة، حتى هالها تواجد أمير الحملة عبد الله بن سليم وابنه عمرو، وعشرين أميرا من كبار القواد للأقوام والكيانات العربية، ما بين حجازيين ونجديين وسوريين وبلاد السرو وعباد - التي هي الأردن اليوم - وسودانيين ومصريين وأكراد وأعجام وعرب المغرب والأندلس، وكانوا جميعهم بدروعهم ولباس حربهم وعدتهم بكاملها.
وأعلمها على الفور الأمير عبد الله بوصول جيوش الأروام إلى بعد فراسخ من مالطة، ووصول بعضها إلى رودس وعمورية، ومحاصرة جند المسلمين وأسرهم بالآلاف.
كما أخبرها الأمير عبد الله بوصول إمدادات جيش الخليفة بقيادة شقيق أمير المؤمنين، الشاب هارون العلوي - هارون الرشيد فيما بعد - وبصحبته الشيخ القاضي عقبة، والوزير الأول للخليفة الفضل بن الربيع، وأن الجميع بانتظار مقابلتك والأمير عبد الوهاب للاجتماع وطرح المشورة العاجلة التي أوصى بها أمير المؤمنين أخاه هارون.
واستبشرت الأميرة ذات الهمة بوصول الإمدادات التي تأخرت طويلا بقيادة شقيق أمير المؤمنين هارون العلوي، التي ما زالت تذكره ذات الهمة طفلا يفيض حماسا وتوقدا، إلى أن أصبح شبلا مجاهدا يوما تحت راياتها.
Halaman tidak diketahui