Puteri yang Berazam
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
Genre-genre
وحين طرقت إحدى الجاريات الباب استئذانا بتقديم الرسائل العاجلة إلى ذات الهمة، لم يسمح لها بالدخول، وهي التي كانت تتعجل رسائل الجبهة واقفة على قدميها، ولو كانت في سابع أطوار نومها: رسائل الجبهة ... أية جبهة؟
قالت متندمة وهي تزم رأسها بشال، ثم تابعت تقول: أية جبهة؟ الجبهة هنا، فرضت علي هنا قسرا ودون سابق إنذار.
عانت ذات الهمة طويلا، الشهور إثر الأيام إلى أن نما جنين قرارها بتكتم أخبار حدث وضعها، وآثرت تربية عبد الوهاب مودعة إياه لدى إحدى القابلات، وكانت المرأة تحضره لها ما بين أسبوع إلى آخر لتراه وتضاحكه كأم، لتعود به آخر الليل إلى مضاربها.
واستراحت ذات الهمة كمن وجد أخيرا صديقا حميما تستأنس إليه، وكانت كلما جيء به إليها
وبدا عبد الوهاب كمن يدرك أبعاد ما بها إلى درجة كانت تربكها وتثير العجب في نفسها.
وكانت كلما استعانت بالرباب لتفهم لغز عبد الوهاب، وهي مربيتها وأمها في الرضاعة، مشيرة إلى طفولتها هي قائلة: إنه ابنك يا فاطمة. - إلى هذا الحد يا رباب؟ - وأكثر ... غدا ترين.
وصبرت ذات الهمة على تربية الغلام بعيدا عن دفء صدرها، إلى أن اشتد ساعده وأصبح قادرا على الخطو والنطق، وأمره ما زال مختفيا عن كل عين حتى عن أبيها مظلوم نفسه، الذي فوجئت به عقب عودتهم إلى مالطة يفاتحها عن الغلام متسللا حذرا طيعا كعادته.
وبدا لها أنه على دراية بتفاصيل قصة إنجابها، بل واسم الغلام: «عبد الوهاب».
وزاد من فداحة الأمر الذي ألهب مشاعر ذات الهمة ما أخبرها به والدها، من أن ابن عمها ظالم يطالب بأحقيته في رؤية الغلام وتأمله؛ لكي تقر له عين.
وكأن انقلابا كونيا قد حدث للعالم، كأن تشرق شمس الصباح حين ينبغي أن تغرب، ذلك أن ذات
Halaman tidak diketahui