Puteri yang Berazam
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
Genre-genre
إلا أنه اختلى بوالده الأمير ظالم، الذي تحسس ما به وما يعانيه، فتفرسه: فاطمة ... مرة أخرى!
هنا اندفع الحارث مفضيا لأبيه بتفاصيل ما حدث مع ذات الهمة، إلى أن وصل به إلى لحظة تملكه لها وهي نائمة غائبة عن كل وعي.
هو يعرف ذات الهمة، وخاصة حين يتملكها الغضب الذي يفضي إلى العناد، الذي لن يمحوه أبدا سوى الانتقام وسفك الدماء بين أفراد القبيلة الواحدة، الجسد الواحد، الأخ وأخيه.
ويكفي إصرارها وعنادها على رفض الزواج من ابنه الأمير أعواما إثر أعوام، رغم التوسل بكل غال وعزيز عليها لمجرد الامتثال والقبول، فحتى الخليفة ذاته الذي أشار عليها بأنه ليس للمرأة سوى بعلها، وشهد بنفسه على العقد والزواج الذي وقع وأتم رغم أنفها، وضد رغبتها، لم يتمكن من الوساطة أكثر من ذلك.
فهو يعرف ابنة أخيه حين تكتشف ما حدث لها؛ شرفها، وكيف أنها لن يهدأ لها بال إلا إذا أقامت الدنيا وأقعدتها ضد ولده الطائش الحارث، بل وضده هو ذاته عمها، وتذكر على الفور منازلاتها
إلا أن الوالد الغارق في هواجسه عاد من فوره مستديرا لابنه، مشفقا عما يعتمل داخله، قائلا: فاطمة زوجتك بشهادة أمير المؤمنين.
وبدا الحارث كمن لم يسمع، مواصلا شحذ أبيه والتوسل بمختلف الأعذار، كاشفا للأب عن طاقات حقده الدفين لابنة عمه ذات الهمة، التي أصبحت متكبرة متعالية وكأن ما على هذه الأرض سواها، ولا أمجاد سوى أمجادها، ولا حديث لعربي سوى عن خوارقها وانتصاراتها.
وكيف أنها لم تعد تراه طيلة غيابهم، وكم حاولت إبعاده عن طريقها مرارا! بل هي حرمت دخول عتبات مقرها عليه، وهو الزوج وابن العم.
والأب الواجم يستمع منصتا مفكرا، فلعلها اللحظة الوحيدة التي يصل فيها ظالم إلى دفائن أسرار ومكنونات ابنه الحارث نحو ابنة عمه ذات الهمة.
لعلها اللحظة الوحيدة التي يكتشف فيها الأب مدى مخالطة الكره للحب في حالة ابنه الحارث.
Halaman tidak diketahui