Puteri yang Berazam
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
Genre-genre
كيف لفاطمة ابنة مظلوم التي عانت مرارة الأسر، وضيق الحاجة، وطحن الرحى، وجرش الملح، ورعي الجمال والإبل البرية في وهج الصحراء جنبا إلى جنب مع مرزوق، أن يخالجها الشك والتراجع عن كأس ماء تقدمها يده الممدودة لها في حنو، لتتجرعها كمثل بلسم عشية يوم قائظ يعصر فيه عصرا عرق الجبين.
تقلبت في فراشها بعدما أيقنت قبل الجميع من اختفاء مرزوق، وهي تعيد التساؤل المؤلم إلى حد غياب النوم عن عينيها المسهدتين، لكن دون أن تعثر لها في النهاية على مرفأ آمن يشفي غليل تساؤلاتها حول ما أقدم عليه ذلك «النذل» ... مرزوق.
وعندما لم يعثروا لمرزوق على أثر، عم صمت ثقيل استردت فيه ذات الهمة أنفاسها، إلى أن تجمعت الأخبار من هنا وهناك حول ما حدث ليلة الأمس.
حين عادت من مهامها وتريضها، ولم تذق للأكل طعما عقب تناولها لشرابها من يد الوصيف، فترنحت لا تعرف لها تواجدا، وما إن أوصلوها فراشها حتى لازمها ذلك النوم الثقيل الكابوس، لتجد نفسها على هذا الوضع وقد انحل عنها كل ستر.
انحطت مستسلمة على فراشها، مشعثة الشعر، غائرة العينين، وقد ألمت وأدركت بتفاصيل ما حدث، حين تواتر إلى أذنيها اسم ابن عمها الحارث، ومجيئه إلى القصر عقب صلاة العشاء؛ بحجة زيارة زوجته وابنة عمه التي ألم بها مرض فجائي، وأنها هي التي استدعته عاجلا، كما أوهم حراسها وأتباعها في غيبة عن والده وعمه والدها.
وهكذا تجرع الجميع من ذات الكأس المسمومة التي لفقها الحارث، ووصل بها إلى مخدعها الذي لم يسبق له أبدا دخوله، لينفذ فعلته الشنيعة التي لن يمحوها سوى جز رأسه، على هذا النحو.
أجل ... على هذا النحو المهين الجارح، يصل الأمر بذات الهمة، التي أذلت أعناق أعالي الرجال المحاربين والفرسان تحت سنابك خيلها: دماغي، رأسي.
كان قد ألم بها صداع طاحن أسال خيوط العرق مدرارا على وجهها وجسدها بكامله.
ولم تجد الرباب وبقية الفتيات سوى تطويق رأسها، والإحاطة بها كمثل ذبيحة، وتجفيف أنهار العرق المتقاطرة من كل بدنها دون جدوى.
وحين أشارت الرباب باستدعاء طبيبها، هبت ذات الهمة معترضة منبهة: لأ ... لأ ... حذار.
Halaman tidak diketahui