Puteri yang Berazam
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
Genre-genre
وهكذا تسلم الأمير ظالم رايات عبد الوهاب مواصلات فتوحاته التي لم تقتصر على المشرق العربي وجزر بحر إيجه، بقدر ما إن ظالما والأمير أبو محمد البطال يمما وجههما باتجاه المغرب العربي عبر مصر وليبيا وتونس إلى مراكش والجزائر، عبورا إلى الأندلس التي كانت تحت حكم الأمويين.
فحارب ظالم والبطال بلاد البربر وملكاها إلى أن دان لهما المغرب العربي الكبير «والمعامد والأندلس، وحملت إليهم الأموال والأسلاب من جميع الجهات».
وتم لهم ذلك بمناصرة الخليفة الأموي - الذي تلقبه السيرة «بهشام المؤيد»، وكان من أئمة المهديين الذين تمكنوا من الفرار من دمشق هربا من بطش العباسيين بهم، وذلك عقب هروب آخر خلفائهم مروان بن محمد إلى مصر الوسطى؛ فرارا من مطاردة أبي مسلم الخراساني له، إلى أن لحق به عبد الله بن علي، الذي أرسله الخليفة السفاح في إثره، فقتله ب «أبي صير الملأ»، ودفن بها.
وهكذا لعب آخر قواد بني أمية دوره في مناصرة الأميرين ظالم والبطال ضد الإفرنج، إلى أن استقر لهما الأمر بحكم «قابس» والمغرب الكبير، خاصة وأن الخليفة الأموي هشام المؤيد كان يعاني الأمرين في صد هجمات الإفرنج، إلى أن تناقص جيشه وانحسرت عنه كل الإمدادات.
لذا رأى هشام المؤيد في تعاظم قوة الأميرين أبي محمد البطال وظالم بن عبد الوهاب ابن ذات الهمة تعزيزا لقوته، فقربهما وكرمهما وفتح لهما أبواب المغرب الكبير والأندلس، حتى إذا ما استقرت دولتهما إلى جانب بقية الدويلات العربية في الأندلس، وجدا فيها بغيتهما من حيث مواصلة بنائها على أنقاض الأساسات العربية من قلاع وحصون وقصور، وإخصاب وثراء، حتى إن البطال بدا كما لو كان يولد من جديد على هذه الأرض الجزيلة العطاء، وقال قولته الشهيرة فيها: «لو أنني حكمت هذه البلاد لهان عندي حكم بني العباس وملك الروم.»
وبعث البطال من فوره برسائله يخبر صديق الصبا ورفيق الجهاد الأمير عبد الوهاب بالحجاز، طالبا منه شد الهمة والمجيء لزيارة الأندلس التي ستعيد إليه شبابه وفتوته.
وكان الأمير عبد الوهاب بدوره لا يكف عن مراسلة ابنه ظالم، وصفيه ورفيق جهاده أبي محمد البطال، حتى وهو في أقسى حالات مرضه وملازمته الفراش، ورفضه على عادة جده «جندبة» السماح للأطباء بمعاودته ومعالجته إلا في النادر.
كان الأمير عبد الوهاب لا يكف عن مكاتبة ابنه ظالم والأمير البطال، وتلقى هداياهما الطريفة التي لم يكن يسمع بها، والتي ازدهرت بالأندلس، وعمرت بها قرطبة وغرناطة وطليطلة ودولة بني الأحمر في الحمراء، وبني الزيري - الفلسطينيين - والعامريين، وبقية دويلات ملوك الطوائف بالأندلس، هدايا من نفيس المصنوعات والإبداعات العربية بالأندلس، والتي اشتهرت أيضا بموسيقاها وطربها وعمارتها، وأنهارها السخية، وعلومها في مختلف المناحي، في العمارة الإسلامية والفلك والطب والكيمياء والهندسة، وخاصة العلوم البحرية التي استهوت الأمير عبد الوهاب فانقطع لها منذ الصبا مثله مثل جده الأمير الصحصاح، وأمه ذات الهمة.
فظل يراسل ولده ظالما ويكاتبه بما يستجد من أمور، ويطالبه بإرسال كل ما يستجد من نفيس العلم في البحر ومخاطره، وكذلك ما يستجد في مجال اختراعات وتطوير مختلف شئون الحياة التي كانت تعن له، وخاصة أسلحة الحرب ووسائل تطويرها.
إلى أن وافته المنية، فمات بالحجاز، وضم رفاته إلى رفات أمه الأميرة ذات الهمة وجده الأعلى الصحصاح بن الحارث الكلبي، أول فاتح لعاصمة تحالف الأروام «القسطنطينية» في عهد سليمان بن عبد الملك بن مروان.
Halaman tidak diketahui