ولمن هذا القول؟
إسحاق :
لعبدك إسحاق يا مولاي.
المأمون :
أحسنت القول وأحسن هو الغناء، والله يا إسحاق إنه لأعذب منك صوتا، وأجمل منك صنعة.
إسحاق (في غيظ يخفيه) :
صدق أمير المؤمنين، وإن إبراهيم لأحسن الإنس والجن والطير صوتا، وحسبه هذا!
وعاد المأمون إلى قصر الخلد، حتى إذا انبلج الصبح وارتفع النهار وجلس في ديوانه، أقبل رسول من إبراهيم إلى المأمون يحمل قصيدة من نظمه يستعطف فيها المأمون، فلما قرأها قال: إن من الكلام ما يفوق الدرر ويغلب السحر، وإن كلام عمي منه. أطلقوا عمي وردوا إليه ماله وائتوني به مكرما.
فذهب أحمد بن أبي خالد غير متريث إلى إبراهيم وجاءه بالبشرى وطلب إليه أن يسير معه إلى المأمون، فنهض ولبس وتطيب، ودخل عليه فسلم وقبل البساط، فأجابه المأمون جوابا حسنا وقال: يا عم صر إلى المنادمة وارجع إلى الأنس، فلن ترى مني أبدا إلا ما تحب.
فقال إبراهيم:
Halaman tidak diketahui