فقالت الأميرة هند: ولا أزال أود أن تغير فكرها؛ لأنه ليس في كل الشبان مثل أحمد.
أما سلمى فلم تتكلم بشيء بل بقيت صامتة، وعاد أبوها إلى اللعب بالمنقلة، وعادت هي إلى القراءة في الكتاب الذي كانت تقرأ فيه.
وفي اليوم التالي نزل الأمير فارس أبو الأميرة صفا والأمير قاسم عريسها إلى بيروت، وزارا المطران أولا فوجداه عارفا بما جرى للأميرة صفا، وقال لهما إنه لم يكن يعرف ذلك من قبل، فقال الأمير فارس: لقد عرفت الآن وأنت وسيدنا البطرك قادران على إرجاعها حالا.
فقال المطران: إن هذا لا يمكن بعد أن نذرت العفة. فنظر إليه الأمير قاسم نظرة الاستغراب وقال: إن قانون الرهبان والراهبات واحد في كل الدنيا تقريبا، فالذي يدخل الرهبنة يدخل أولا تحت التجربة مدة سنة أو سنتين، ويحق له أن يترك في هذه المدة.
فقال المطران: هذا قانون رهبنتنا، ونحن لا نعلم قانون رهبنتهم، وعلى كل حال أنا لست مسرورا بهذا العمل، وقد كتبت إلى سيدنا البطرك ليعترض عليه، وأنا اعترضت عليه بنفسي؛ لأننا لا نسر بمداخلة الرهبنات اللاتينية في طائفتنا، ومع ذلك لا أقدر أن أعدكم بنجاحنا.
فقال الأمير فارس: نحن ذاهبان إلى قنصل فرنسا، فما رأي سيادتك في ذلك؟
فقال: لا بأس اذهبا إليه وهو قادر على مساعدتنا إذا أراد.
فقال الأمير فارس: إن لم يساعدنا، فأنا أعرف كيف أفسد لهم الطبخة.
فاضطرب المطران من هذا الكلام وقال: ماذا تقول يابني؟! لا تخلط شعبان برمضان، هذه مسألة وهذه مسألة، فمسألة ابنتك مسألة دينية عائلية، ومسألة الجبل مسألة سياسية، وهذه هي الفرصة الوحيدة لنا للتخلص من هذه الحالة التي لا تحتمل، فأرجو أن لا تحركوا ساكنا.
فقال الأمير فارس: سياسية أو غير سياسية، فأنا لا أسكت ما لم تردوا لي بنتي.
Halaman tidak diketahui