Amir Omar Tussun

Qalini Fahmi d. 1373 AH
66

Amir Omar Tussun

الأمير عمر طوسون: حياته – آثاره – أعماله

Genre-genre

ذكرت الأهرام أمس أن العمل أوشك أن يتم في إنشاء مصنع في مصر تابع لوزارة الدفاع الوطني لتموين الجيش بمهماته. وقد رأيت أن أستطلع رأي صاحب السمو الأمير عمر طوسون؛ فتفضل سموه وأفضى بالتصريح التالي:

لقد كان سرورنا عظيما عندما حملت إلينا جريدة الأهرام الغراء نبأ اعتزام وزارة الدفاع الوطني إقامة مصنع لمهمات الجيش المصري، وأنه سيكون من بين مصنوعاته الطرابيش. ولقد سمعنا قبل ذلك بأيام قلائل بعض أخبار وإشاعات حول تغيير الطربوش الذي هو لباس الرأس للجنود المصرية بلباس آخر، فتأثرنا لذلك النبأ، ولكنا عددناه من الإشاعات التي تروج في بعض الأحيان عادة، وهي بعيدة عن الحقيقة.

وقد جاء نبأ اعتزام وزارة الدفاع إقامة هيكل المصنع الذي سيكون من بين مصنوعاته الطرابيش مفندا لهذه الإشاعات، وإننا نشكر وزارة الدفاع على احتفاظها بلباس الرأس الذي اعتاد الجنود ارتداءه أكثر من قرن. ولا يخفى أن الطربوش هو شعار الرأس الذي عرف به المصريون بين الأمم، وأنه الرمز القومي الذي يجب الاحتفاظ حقا بقوميتنا، وتابعنا في ذلك الأمم التي تعتز بحقوق قوميتها وتحافظ عليها محافظتها على كل ثمين غال. والتفريط في ذلك في نظرنا يجر إلى التفريط في غيره، وهكذا فلا تبقى للأمة شخصية، بل لا تصبح بعد ذلك في الحقيقة لها من الأمة إلا الاسم!

الفصل العشرون

منافسة المرأة للرجل في ميدان العمل

رأي سموه في هذه المسألة

بتقدم الإنسانية في سبيل الحضارة تنشأ مسائل اجتماعية هامة يحتاج حلها إلى مزيد كفاح وانتباه وتفكير. ولا يخفى أن هذه المسائل لا تحل بإجابة واحدة قاطعة، وأنها مركبة، وأنها تختلف في كل بلد؛ لأن العادات والآداب تختلفان بالنسبة إلى الزمان والمكان. ومن أهم تلك المسائل الاجتماعية الحديثة مسألة مزاحمة المرأة للرجل في ميدان العمل؛ لأنها تتعلق بنظام عاشت عليه الإنسانية منذ وجودها. وهذا النظام هو أن يعمل الرجل لسعادة أسرته في خارج البيت، كما تعمل المرأة لهذه السعادة في داخله. فإذا خرجت المرأة من بيتها وأرادت أن تنافس الرجل في العمل، فقد قلب هذا النظام، وكان الرجل والمرأة في العمل سواء.

والآن نريد أن نعرف النتائج المترتبة على مزاحمة المرأة للرجل في ميدان العمل. ولأجل ذلك ينبغي لنا أن نعرض آراء القائلين بهذه الفكرة - وهم أنصار التعصر - ثم آراء المستنكرين لها - وهم الثابتون على المبادئ القديمة - ونستخرج أخيرا رأينا في تلك المسألة التي ضاع فيها أنهر من المداد وجبال من الورق.

فأصحاب الرأي الأول - وهم جمهرة من النساء وعدد قليل من الرجال - يرون الدفاع عن حرية المرأة، ويستنكرون بقاءها تعمل للبيت. والأسباب التي يستندون إليها في ذلك هي أن المرأة كانت طول الماضي عبدا للرجل ولا حق لها في الحياة خارج البيت؛ حيث كانت تحل فيه مكانا وضيع المقام جدا، وهي وإن لم تكن أرفع من الرجل إلا أنها تعادله في القوة العقلية، وليس لديها عيب يمنعها من أن تنال درجة عالية في الحياة الاجتماعية، ولم يكن هناك سبب في خفضها إلى هذه الحال طول الماضي سوى الظلم والجور، وأن الظلم لا بد أن يعوض؛ فتعطى المرأة المكان الذي تستحقه في الحياة، ويعترف بقدرتها على العمل، ويجرب جدها ونشاطها.

ويرى أصحاب الرأي الثاني أن فطرة المرأة وتكوينها هما اللذان أشارا إليها أن مكانها في البيت؛ لأنه إذا كان الرجل الذي خلقه قوي يرتد تحت تعب العمل، فما بال المرأة؟! وأن المرأة ليست عبدا للرجل، ومن قال ذلك فقد عبث بالحق؛ لأن كل مخلوق لا مفر من أنه يعمل العمل الذي خص به وخلق له؛ فالمرأة خلقت لمساعدة الرجل في أمور الحياة؛ ولذلك لها ميدان خاص يقيد فيه عملها وهو البيت. فهناك بنظامها ومهارتها في تربية الأولاد تفيدهم وتفيد نفسها خير الفائدة، وتدرك غرض حياتها أتم الإدراك، وتفيد أمتها والهيئة الاجتماعية. وبالعكس إذا عملت خارج البيت نشأ عن ذلك أضرار جمة؛ إذ من يتولى عنها نظام البيت وتدبيره؟ ومن يعنى بتربية الأولاد؟ وإذا كانت تربية الأولاد متروكة في أيد أجنبية، فماذا يكون مستقبلهم بين الأمة؟

Halaman tidak diketahui