فقال: «وما ذلك؟» قال: «أن تزوجه بابنة أخيك.»
فوجم الفضل ثم قال: «وأي بنات أخي تعني؟» قال: «بوران.»
فتراجع وتغير وجهه وهز رأسه وقال: «أيطلب هو ذلك؟»
قال: «بل أنا أطلبه له إذا شئت؛ فإنه من خير الرجال.»
قال : «يعز علي رد طلبك يا بهزاد؛ فإن بوران مخطوبة.»
فظن بهزاد لأول وهلة أنه يعني خطبتها له فأراد الاستفهام، فسبقه سلمان إلى الكلام وقال: «لمن؟»
فنظر الفضل إليه وقد امتعض من اعتراضه وقال: «مخطوبة لأعظم رجل في الإسلام اليوم.» فأدرك سلمان أنه يعني المأمون، وتحقق ذهاب العروس من يده فانقبضت نفسه وهاج غضبه وقال: «يلوح لي أن ذا الرياستين نسي وعده.»
قال: «أي وعد؟» قال: «ألم نتواعد على شيء؟»
قال وفي صوته جفاء وانتهار: «متى تواعدنا؟»
قال: «هل أقول ذلك الآن؟» قال: «قل ما تشاء.»
Halaman tidak diketahui