قال: «وما هو حديثك يا خالة؟»
قالت: «إنه حديث خاص بها، فأدخلني عليها إذا شئت.»
فاستخف الرجل بقولها والتفت إلى رفقائه وكانوا وقوفا يسمعون ما دار بينهما، فتقدم شاكري آخر وقال لها: «أتريدين المثول بين يدي مولاتنا أم الخليفة نفسها؟»
قالت: «نعم أطلب الدخول على أم الخليفة السيدة زبيدة. وأرجو أن تستأذن لي في ذلك ولا تماطلني؛ فقد أتعبني طول الطريق ولا صبر لي على الوقوف!»
فقال: «أراك مسكينة وسأطلب لك إحسانا من قيمة القصر وأكفيك مئونة الدخول على مولاتنا أم جعفر؛ لأنها يندر أن ترى أحدا.»
فأثر كلامه في نفسها، وتذكرت سابق أيامها وكيف أصبح حالها لا يدل على غير الاستجداء، فقالت وهي تكاد تشرق بدموعها: «لست أطلب إحسانا يا بني، ولكن لدي أمرا يهم مولاتنا أم جعفر أريد عرضه عليها، فاستأذن لي ولك الفضل.»
فلما رأى الشاكري بكاءها رق لها ودخل للاستئذان، وظلت هي بالباب وقد تعبت فقعدت على حجر. وبعد هنيهة عاد الشاكري وهو يقول: «سألتني عن اسمك.»
فتحيرت بماذا تجيب وفكرت قليلا ثم قالت: «اسمي أم الرشيد.»
فأجفل الجميع وأخذوا يتفرسون فيها وهم لا يعرفونها، واستغربوا هذا الاسم فقال أحدهم: «اسمك أم الرشيد؟ وأي رشيد تعنين؟»
قالت: «ألم تسألني عن اسمي؟ قل لها إن أم الرشيد بالباب تلتمس الدخول.»
Halaman tidak diketahui