Amin Rihani: Penerbit Falsafah Timur di Negara Barat
أمين الريحاني: ناشر فلسفة الشرق في بلاد الغرب
Genre-genre
حقا، له الحق أن يقاطعني؛ لأنه رجل عظيم وطويل القامة أيضا، فهو يطالب بحقوق طوال النجاد.
فجوابي له: إن هذا الوصف وإن كان قاصرا على الرجال، فإنه لا يشمل النساء؛ لأن النساء عظيمات، طويلات كن أو قصيرات، فليس لنبوغهن شرط ولا قيد.
أعود إلى صديقي المحتفل به وأقول: إنما يكرم لأجل فكره وعقله، لا لأجل سبب آخر. وهذا دليل على أن الشرق - ولا سيما مصر - دائما تتعطش لتقدير النبوغ والاحتفال به؛ فرجل واحد عظيم قدير على إصلاح أمته. (2) الحفلة الثانية في منزل سليم أفندي سركيس
كان بعد ظهر السبت «4 فبراير سنة 1922» موعد حفلة الشاي التي أقامها حضرة الكاتب المعروف سليم سركيس أفندي، في منزله بمصر الجديدة؛ إكراما للكاتب الكبير أمين الريحاني أفندي، نزيل أميركا وضيف مصر الآن. وقد كانت الحفلة - كسائر حفلات سركيس - مجلى الأنس والظرف، ومظهر الذوق السليم، والأدب الصحيح، كما كان صاحبها على مألوف عادته خير صلة للتعارف بين أدباء مصر والشام وأميركا؛ فجمع في منزله حول المحتفل به طائفة كبيرة من أدباء القطرين ووجهائهما، نذكر منهما: الأميرين ميشيل وحبيب لطف الله، وأحمد زكي باشا، ومحمد المويلحي بك، وأمين واصف بك، ونعوم شقير بك، وأحمد حافظ عوض بك، وداود بركات أفندي، والأستاذ لطفي جمعة، وخليل مطران أفندي، وأيوب كميد أفندي، وأنطون الجميل أفندي، وسقراط بك سبيرو، وأميل زيدان أفندي، وطعان بك العماد، وإسكندر مكاريوس أفندي، وسليم حداد أفندي، وسليم المشعلاني أفندي، وإلياس عيسادي أفندي، وبعض السيدات.
وبعد أن أخذ رسم الحاضرين الفوتوغرافي، انتقل المدعوون لتناول الشاي في قاعة الطعام، وقد أثقلت موائدها بألطف أنواع الحلواء والأثمار والأزهار، وكان للخطباء جولة تشهد لهم بطول الباع في ضروب البلاغة وشئون الاجتماع، فافتتح الحفلة صاحب الدار بكلام شهي طلي رحب فيه بالضيف الكريم، وبالمدعوين الأفاضل، وتلاه الأستاذ لطفي جمعة المحامي، فتكلم عن الريحاني وبداية عهده به يوم كان يتلمس الطريق إلى المثال الأعلى، وقد لقيه اليوم وقد وجد ذلك الطريق، وسار فيه شوطا بعيدا في أشد البلاد تزاحما على الحياة، وأفاض الخطيب في وصف الداء القتال الذي يقضي على مواهب الشرقيين؛ وهو عدم قدر مواهب الرجال قدرها في شرقنا.
2
وخطب كذلك الشاعر الكبير خليل مطران، فأظهر ما للريحاني من الفضل بنقله إلى الغرب آداب الشرق، وتعريفه الأنجلوسكسون بفضائل الإسلام - وإن لم يكن مسلما - فحق للشرق أجمع أن يشكره على خدمته الجلى.
ودعي حضرة داود بركات أفندي إلى الكلام، فقال للريحاني: إن التاج الذي عقدته على جبهتك بأعمالك لم يتم؛ فالذي عملت لا يذكر بالنسبة إلى ما بقي عليك عمله، فإن مصر ولبنان والشام وسائر أقطار الشرق عرضة اليوم للمطامع المختلفة، فكن أنت في الغرب محاميا مدافعا عن الشرق حتى تفي بدينك للشرق الذي أنبتك.
وكان لسعادة العالم أحمد زكي باشا كلمة ضافية في الثناء على ضيف مصر الذي أذاع فضل الآداب الشرقية في الغرب، واستطرد إلى ذكر العرب ومفاخر الإسلام مستشهدا بالأدلة التاريخية والحجج العمرانية.
فقام أمين الريحاني أفندي وشكر أصدقاءه وإخوانه على احتفائهم به.
Halaman tidak diketahui