Amin Rihani: Penerbit Falsafah Timur di Negara Barat
أمين الريحاني: ناشر فلسفة الشرق في بلاد الغرب
Genre-genre
فاعملوا إنما الحياة مجال
يسع الفعل وحده لا الكلاما
واطلبوا الحق في الحياة كراما
لا عبيدا لهم ولا أنعاما
وإذا ما الحسام جرده العزم
فهيهات أن يردوا الحساما (8-7) خطبة الدكتور شخاشيري «وافدتان»
سيداتي وسادتي:
أرى أن في البلد وافدتين متفشيتين تفشيا هائلا؛ فالأولى: مخيفة مروعة، وقد مضى على انتشارها زمن بعيد، ومصلحة الصحة تقاومها بالوسائل المعروفة لديها من غير طائل، فإصابتها تزداد، وأعلامها تخفق كل يوم في كل منزل من منازل القطر.
والثانية: منعشة مفرحة هبطت مصر في 27 يناير المنصرم، وما كادت تطأ أرض الكنانة حتى أثارت في نفوس أهلها - الفضلاء العلماء الأدباء الكرماء - ثائرة الأدب الكامن في الصدور، فذهبت بما يشغل تلك النفوس الأبية من روع المرض، ويقلق بالها من جور السياسة المبرقشة، وأحدثت في القلوب هزة طرب تجاوبت أصداؤها في الأقطار، ورن دويها في أعماق الشرق المتألم؛ فنهض على قدميه نهضة الجبار.
الفرق بين الوافدتين واضح جلي: رأيت في الأولى طبيبا مداويا، وطبيبا مواسيا، وطبيبا مقاوما، ورأيت المرضى يصيحون: الشفاء الشفاء! هذا كل ما نريده منكم، أيها الأطباء، ورأيت السليم ينفر من المريض، ولا يقترب منه خوفا من أن تنتقل العدوى إليه، ورأيت الناس هجرت الملاهي، واعتصمت بالمنازل احتياطا من التعرض لأسباب الداء المتوافر وجودها عادة في مثل تلك الأماكن.
Halaman tidak diketahui