Amin Khuli dan Dimensi Falsafah Pembaharuan
أمين الخولي والأبعاد الفلسفية للتجديد
Genre-genre
على هذا النحو يتم الانتخاب الطبيعي بحيث يكون للكائن الحي ولإمكانياته الدور الأعظم في قصة التطور، والبقاء دائما للأصلح. إن التطور والارتقاء والتقدم واقع متحقق وإمكانية مفتوحة دوما لمن يملك العزم على خوض غمار الحياة.
هكذا تمثل نظرية التطور استقطابا لتينك القوتين: الجذب والدفع، لتخاطب بسهولة تشوفات الراغبين في الإصلاح، وتمثل في هذا الصدد أداة فعالة - أو كما أشار بوبر برنامج بحث ميتافيزيقي ممتاز - فتستطيع المدرسة العلمية العلمانية أن تفرض ذاتها على الواقع الثقافي وهي حاملة لواءها.
ولعل الخط الفاصل الذي جعل الشيوخ - بل وجمهرة المعنيين بالسلف - ترفضها بشدة وتحاربها بشراسة يائسة، تتمثل في أن النظرية قد تستغني عن فعل الخلق المستقل وتنقض الأيام الستة التي تم فيها. فقصة الحياة تشكلت عبر ملايين من السنوات، وليس يصعب استئصال تلك الزوائد الضارة، فعن أي يوم يتحدثون؟! يوم مقداره ألف عام مما تعدون. أم أكثر أم أقل؟ فضلا عن أن «أسلوب عمل الانتخاب الطبيعي يمكن من حيث المبدأ أن يظهر بمظهر أفعال الخالق وأغراضه.»
48
وكما أشار الخولي؛ قرر لامارك أن الله هو الذي خلق الأصل وجعل فيه هذه القابلية للتطور. وقال دارون إن وجودها يستبعد المصادفة العمياء ويستلزم قوة عجيبة مدبرة، وأكد توماس هكسلي
T. Huxley (+ 1895) استحالة نقض الألوهية بمقتضى هذا المذهب.
49
بصفة عامة، لم يأل الخولي جهدا في استئصال تلك الزوائد الضارة.
ثم يقول: «القرآن يقرر في إجمال تام خلق الناس من تراب، أو طين، وخلقهم أطوارا دون أن يذكر في ذلك تفصيلا، فإن كنا ولا بد ملتمسين التفصيل فخير لنا وأعقل أن نلتمسه من سنن علمية تثبت إطرادها وسريانها فيما مضى وفيما هو أت، فتفصيلها لإجمال القرآن أكرم وأهدى من التصور السطحي الساذج الذي يجعل الخلق جبلا للتراب بالماء وتسوية جسم كعرائس الأطفال، تدخله الروح من رجليه، وما إلى ذلك من تفاهة تضيع ما في هذا الكون من روعة وعظمة.»
50
Halaman tidak diketahui