99

فناديت بأعلى صوتي: أعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه، فإذا هاتف يهتف: ويحك عذ بالله ذي الجلال، والمجد والنعماء والإفضال، واقترء آيات من الأنفال، ووحد الله ولا تبال، فذعرت ذعرا شديدا، ولما رجعت إلى نفسي قلت: أرشد عندك أم تضليل يا أيها الهاتف ما تقول بين لنا هديت ما الحويل قال: بيثرب يدعو إلى النجاة ويمنع الناس عن الهنات هذا رسول الله ذو الخيرات يأمر بالصوم وبالصلاة قال: فاتبعت راحلتي وقلت: لا جعت ولا عريت ولا تؤثرن على الخير الذي أوتيت أرشدني رشدا هديت ولا برحت سعيدا ما بقيت قال: فاتبعني وهو يقول: وبلغ الأهل بوادي رحلكا وانصره عز ربي نصركا صاحبك الله وسلم نفسكا آمن به تفلح، ربي حثكا قال: فدخلت المدينة، وذلك يوم الجمعة فاطلعت في المسجد فخرج إلي أبوبكر الصديق فقال: أدخل رحمك الله فإنه قد بلغنا إسلامك.

قلت: لا أحسن الطهور فعلمني، فدخلت المسجد فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- على المنبر يخطب كأنه البدر، وهو يقول:((ما من مسلم توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى صلاة يحفظها ويعقلها إلا دخل الجنة))، فقال لي عمر بن الخطاب: لتأتيني على هذا ببينة أو لأنكلن بك، فشهد لي شيخ من قريش عثمان بن عفان فأجاز شهادته.

قال: أخبرنا أبوبكر محمد بن عبد الله، قال: أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن تسنيم الحضرمي، قال: حدثنا محمد بن خليفة الأسدي، قال: حدثنا الحسن بن محمد، عن أبيه، قال: قال عمر بن الخطاب ذات يوم لابن عباس: حدثني بحديث تعجبني به.

Halaman 104