وللعين أسراب إذا ما ذكرتها ... وللقلب وسواس إذا العين ملت
وإنى وتهيامى بعزة بعدما ... تخليت مما بينا وتخلت
لكالمرتجى ظل الغمامة كلما ... تبوأ منها للمقيل اضمحلت
فإن سَأَلَ الواشون: فيم هجرتها ... فقل نفس حر سليت فتسلت
مطلب حديث الغلام الَّذِي سماه أهله حر يقيصا وما وقع لَهُ مَعَ الأصمعي، وشرح غريب ذَلِكَ
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن دريد، ﵀، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ عمه، قَالَ: بينا أَنَا بحمى ضرية، إذ وقف عَلَى غلام من بنى أسد فِي أطمار ما ظننته يجمع بين كلمتين، فقلت: ما اسمك؟ فقَالَ: حريقيص، فقلت: أما كفى أهلك أن يسموك حرقوصًا حتى حقروا اسمك! فقَالَ: إن السقط ليحرق الحرجة، فعجبت من جوابه فقلت: أتنشد شيئًا من أشعار قومك؟ قَالَ: نعم أنشدك لمرارنا، قلت: افعل، فقَالَ:
سكنوا شبيثا والأحص وأصبحوا ... نزلت منازلهم بنو ذبيان
وإذا يُقَال أتيتم لم يبرحوا ... حتى تقيم الخيل سوق طعان
وإذا فلان مات عَنْ أكرومةٍ رقعوا معاوز فقره بفلان قَالَ: فكادت الأرض تسوخ بى لحسن إنشاده وجودة الشعر، فأنشدت الرشيد هذه الأبيات، فقَالَ: وددت يا أصمعىّ أن لو رَأَيْت هذا الغلام فكنت أبلغه أعلى المراتب: السقط: ما يسقط من الزند إذا قدح.
وقَالَ أَبُو عبيدة: فِي سقط النار وسقط الولد وسقط الرمل ثلاث لغات: الضم والفتح والكسر، وزناد العرب من خشب، وأكثر ما يكون من المرخ والعفار، ولذلك قَالَ لأعشى:
زنادك خير زناد الملوك ... صادف منهن مرخ عفارا
وإنما يؤخذ عود قدر شبر فيثقب فِي وسطه ثقب لا ينفذ، ويؤخذ عود آخر قدر ذراع فيحدد طرفه فيجعل ذَلِكَ المحدد فِي ذَلِكَ الثقب، وقد وضعه رَجُل بين رجليه فيديره ويفتله فيورى نارا، فالأعلى زند، والأسفل زندة.
والحرجة: الشجر الكثير الملتف، وجمعه حراج وأحراج قَالَ العجاج:
عاين حيا كالحراج نعمه ... يكون أقصى شله محرنجمه
1 / 66