أنكرهم الكلب إذ ذاك لتغيرهم عَنْ حالهم والشنعاء: الداهية المشهورة.
ومضلع: شديدة، يُقَال: أضلعنى الأمر إذا اشتد عَلَى وغلبنى
وقرأت عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه لذى الرمة:
إذا نتجت منها المهارى تشابهت ... عَلَى العوذ إلا بالأنوف سلائله
العوذ: الحديثات النتاج، واحدها عائذ، وإنما قِيلَ لأن ولدها أن يكون هُوَ عائذا بها، ولكنه لما كانت متعطفة عَلَيْهِ قِيلَ لها: عائذ، يَقُولُ: تشابه عليها أولادها إلا أن تشمها بأنوفها، وذلك أنها من نجارٍ واحد وفحلٍ واحد، وقد تقاربت فِي الوضع فهى تشبه بعضها بعضًا.
والسلائل: الأولاد، واحدها سليل
وَحَدَّثَنَا أَبُو المياس الراوية، قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بْن عُبَيْد، عَنْ بعض شيوخه، قَالَ: كانت ويمة فِي قريش تولى أمرها مقاس الفقعسى، فأجلس عمارة الكلبى فوق هشام بْن عَبْد الملك، فأحفظه ذَلِكَ وآلى عَلَى نفسه أنّهُ متى أفضت الخلافة إلَيْهِ عاقبه، فلما جلس فِي الخلافة أمر أن يؤتى بِهِ وتقلع أضراسه وأظفار يديه ففعل ذَلِكَ بِهِ، فأنشأ يَقُولُ:
عذبونى بعذابٍ قلعوا جوهر راسى ... ثم زادونى عذابا نزعوا عنى طساسى
بالمدى حزز لحمى وبأطراف المواسي
قَالَ أَبُو العباس، قَالَ لى أَبُو المياس: الطساس: الأظفار، ولم أر أحدًا من أصحابنا يعرفه، ثم أَخْبَرَنِي رَجُل من أهل اليمن قَالَ: يُقَال عندنا: طسه إذا تناوله بأطراف أصابعه
وأنشدنا أَبُو المياس وكان من أروى الناس للرجز، وهو من أهل سر من رأى لدكين بْن رجاء الراجز:
لم أر بؤسا مثل هذا العام ... أرهنت فِيهِ للشقا خيتامي
وحق فخرى وبنى أعمامى ... ما فِي القروف حفتنا حتام
قَالَ أَبُو العباس: أرهنت ورهنت جميعا يقالان.
قَالَ: ويقَالَ خاتم وخاتام وخيتام وخاتم.
وقَالَ أَبُو المياس: القروف: الجراب وأحسبه غلطا، إنما هُوَ القروف جمع قرف، وهو الجراب.
والحتام البقية من كل شيء.
1 / 56