رءوسكم، وروى أَبُو عبيدة، عَنِ الأصمعى، وأبى زيد قليسية وجمعها قلاسٍ
وقرأت على أبى بكر بن الأنبارى، فى الغريب المصنف قَالَ: أنشدنا أَبُو زيد:
إذا ما القلاسى والعمائم أخنست ... ففيهن عَنْ صلع الرجال حسور
وقوله: ثمال مال، أى أصل مال، والثميلة: ما يبقى فِي بطن البعير من العلف.
وقيل لأعرابى: أشرب فقَالَ: إنى لا أشرب إلا عَلَى ثميلة
تفسير ما جاء من الغريب فِي حديث الشاب الجميل العاشق
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْر، ﵀، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ عمه، قَالَ: مررت بحمى الربذة فإذا صبيان يتقاسمون فِي الماء وشاب جميل الوجه ملوح الجسم قاعد، فسلمت عَلَيْهِ، فرد عَلَى السلام وقَالَ: من أيْنَ وضح الراكب؟ قلت: من الحمى، قَالَ: ومتى عهدك بِهِ؟ قلت: رائحا، قَالَ: وأين كَانَ مبيتك؟ قلت: أدنى هذه المشاقر، فألقى نفسه عَلَى ظهره وتنفس الصعداء، فقلت: تفسأ حجاب قلبه، وأنشأ يَقُولُ:
سقى بلدًا أمست سليمى تحله ... من المزن ما تروي بِهِ وتسيم
وإن لم أكن من قاطنيه فإنه ... يحل بِهِ شخص عَلَى كريم
ألا حبذا من لَيْسَ يعدل قربه ... لدى وإن شط المزار نعيم
ومن لامني فِيهِ حميم ... وصاحب فرد يغيظ صاحب وحميم
ثم سكت سكتة كالمغمى عَلَيْهِ، فصحت بالأصبية، فأتوا بماء فصببته عَلَى وجهه، فأفاق وأنشأ يَقُولُ:
إذا الصب الغريب رأى خشوعى ... وأنفاسى تزين بالخشوع
ولى عين أضر بها التفاتى ... إِلَى الأجراع مطلقة الدموع
إلى الخلوات تانس فيك نفسى ... كما أنس الوحيد إِلَى الجميع
قوله: يتقامسون: يتغاطون، يُقَال قمسته فِي الماء، ومقلته وغمسته وغططته.
وقَالَ لى أَبُو بَكْر ابن دريد، رحمه الله تعالى: المشاقر: منابت العرفج، وقَالَ غيره: المشاقر: الرمال، وأحدها مشقر، وأنشدنى لذى الرمة:
كَانَ عرى المرجان منها تعقلت ... عَلَى أم خشف من ظباء المشاقر
1 / 37