ألا تِلْكَ عزة قد أصبحت ... تقلب للهجر طرفًا غضيضا
تَقُولُ مرضنا فما عدتنا ... وكيف يعود مريض مريضا
وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن دريد، ﵀، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ عمه، لأعرابى:
إذا وجدت أوار الحب فِي كبدى ... أقبلت نحو سقاء القوم أبترد
هذا بردت ببرد الماء ظاهره ... فمن لحر عَلَى الأحشاء يتقد
وَحَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن جحظة البرمكى، عَنْ حماد بن إِسْحَاق الموصلىّ، وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس أحمد بْن يحيى ثعلب النحوى، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد، عَنْ أبِيهِ، قَالَ: دخلت يوما عَلَى الرشيد فقَالَ لى: يا إِسْحَاق أنشدنى شيئًا من شعرك، فأنشدته:
وآمرةٍ بالبخل قلت لها اقصرى ... فذلك شىء ما إلَيْهِ سبيل
أرى الناس خلان الجواد ولا ... أرى بخيلًا لَهُ فِي العالمين خليل
ومن خير حالات الفتى لو علمته ... إذا نال شيئًا أن يكون ينيل
فإني رَأَيْت البخل يزرى بأهله ... فأكرمت نفسى أن يُقَالَ بخيل
عطائى عطاء المكثرين تجملا ... ومالى كما قد تعلمين قليل
وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى ... ورأى أمير المؤمنين جميل
فقَالَ: لا كيف إن شاء اللَّه، يا فضل، أعطه مائة ألف درهم، ثم قَالَ: لله درّ أبيات تأتينا بها يا إِسْحَاق، ما أتقن أصولها، وأحسن فصولها! وزاد جحظة وأقل فضولها، فقلت: كلامك يا أمير المؤمنين أحسن من شعرى، فقَالَ: يا فضل، أعطه مائة ألف أخرى، فكان أول مال اعتقدته
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن دريد، ﵀، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ عمه، قَالَ: نظر أعرابى إِلَى قوم يلتمسون هلال شهر رمضان فقَالَ: والله لئن أثرتموه لتمسكن منه بذنابى عيشٍ أغبر
وأنشدنا أَبُو بَكْر أَبِي الأزهر مستلمي أَبِي الْعَبَّاس المبرد، وَحَدَّثَنَا الأخفش، وابن السراج وغير واحد من أصحاب المبرد قَالُوا كلهم: أنشدنا أَبُو العباس، قَالَ: أنشدنا الزيادى، لأعرابي هذه الأبيات وكان يستحسنها:
ما لعينى كحلت بالسهاد ... ولجنبى نابيا عَنْ وسادي
1 / 31