Amali
أمالي ابن الحاجب
Editor
د. فخر صالح سليمان قدارة
Penerbit
دار عمار - الأردن
Lokasi Penerbit
دار الجيل - بيروت
Genre-genre
وكقوله: ﴿نسقيكم مما في بطونه﴾ (١) في أحد الأوجه.
وإذا جعلت الضمير للجيد كان ظاهرًا من حيث اللفظ لكونه مذكرًا مفردًا مثله، ولم يتقدم ما يطابقه سواه. إلا أنه يضعف من حيث المعنى، إذ يصير التقدير: مية أحسن الجيد قذالًا، ولا شك، إلا أن هذا معنى لا يستقيم، إذ شرط أفعل التفضيل أن يضاف إلى ما هو بعضه، وليست مية بعض الأجياد. ثم ولو قدر جوازه ضعف أيضًا إذ لا يحسن تمييز حسن الجيد بالقذال حسن تميز حسن المرأة بالجيد. ووجهه أن يجعل أحسن للجيد، كأنك قلت: وهو أحسن جيد. فعلى هذا يكون قد أضيف إلى ما هو منه، كقولك: زيد أفضل رجل. ثم ميزة بقذال، لما بينه وبينه من الملابسة، كما يصح تمييز حسن الرأس بالشعر في قولك: رأسه أحسن رأس شعرًا. فكذلك يصح أن تقول: جيدها أحسن جيد قذالًا.
واستشهد به على أن أفعل إذا أضيف فجائز أن يأتي مفردا مذكرًا وإن كان لمؤنث، فينتهض في البيت موضعان على الوجه الأول: أحدهما: أحسن الثقلين، والآخر: وأحسنه، لأنهما جميعًا لمية، وقد جاءا مذكرين. وعلى الوجه الثاني لا ينتهض إلا الأول، لأن الثاني للجيد، وهو مذكر، فليس فيه استشهاد على المقصود بخلاف الأول فإنه لا إشكال في كونه (٢) لمية.
(١) النحل: ٦٦. قال سيبويه: "وأما أفعال فقد يقع للواحد. من العرب من يقول: هو الأنعام. وقال الله ﷿: "نسقيكم مما في بطونه"". الكتاب ٣/ ٢٣٠.
(٢) كونه: سقطت من س.
1 / 350