قال: فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قسم للناس، فدفع إلى علي سهمين، فأنكر ذلك قوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أيها الناس هل أحد أصدق مني؟ )) قالوا: لا يا رسول الله. قال: (( أيها الناس أما رأيتم صاحب الفرس الأبلق أمام عسكرنا في الميمنة مرة، وفي الميسرة مرة؟ )) قالوا: رأيناه يا رسول الله، فماذا؟ قال: (( ذلك جبريل عليه السلام، قال لي: يا محمد، إن لي سهما مما فتح الله عليك، وقد جعلته لابن عمك علي بن أبي طالب، فسلمه إليه ))(1).
قال: أنس فكنت فيمن بشر عليا بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
أخبرنا أبي رحمه الله، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن سلام، قال: أخبرنا أبي، قال: حدثنا أحمد بن راشد(2)، قال: حدثنا أبو معمر، عن عبد الله بن شريك العامري، عن أبيه،
عن جندب بن عبد الله الأزدي، قال: شهدت أبا ذر رضي الله عنه وهو آخذ بحلقة باب الكعبة، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول لسلمان حين سأله: من وصيك؟ فقال: (( وصيي وأعلم من أخلف بعدي : علي بن أبي طالب )).
وسمعته يقول حين أخرج الناس من المسجد، وأسكن عليا: (( إن عليا مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي ))، ثم قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( ألا إن رجالا وجدوا من إسكاني عليا، وأخراجهم بل الله أسكنه وأخرجهم ))(3).
Halaman 72