قال قلت في نفسي: لقد أمنني حتى يخرج لدي جوهرا، ولا أدري ما فيه، قال: فإذا عليها ختم فكسر الختم، فإذا فيه سويق(1)، فأخرج منه فصب في القدح وصب عليه ماء فشرب وسقاني فلم أصبر. قلت: يا أمير المؤمنين، بالعراق تصنع هذا طعام؟ العراق أكثر من ذلك! قال: أما والله وما أختم عليه بخلابة، ولكني أبتاع قدر ما يكفيني، فأخاف أن يفتح فيوضع فيه من غيره، فإنما حفظي لذلك، وأكره أن يدخل جوفي إلا طيب، وإني لا أستطيع أن أقول لك إلا الذي قلت بين أيديهم، لأنهم قوم خدعة.
ولكني آمرك الآن بما تأخذهم به، فإن أنت فعلت، وإلا آخذك الله به دوني، وإن بلغني عنك خلاف ما آمرك به عزلتك، لا تبيعن لهم رزقا يأكلونه، ولا كسوة شتاء ولاصيف، ولا تضربن رجلا منهم سوطا في طلب درهم، فإنا لم نؤمر بذلك، ولا تبيعن لهم دابة يعملون عليها، إنما أمرنا أن نأخذ منهم العفو. قلت: إذا أجيئك كما ذهبت. قال: فإن أنت فعلت رضيت(2)، فاتبعت ما أمرني به فرجعت والله وما بقي درهم إلا وفيته.
أخبرنا أبي رحمه الله تعالى، قال: أخبرني حمزة بن القاسم العلوي العباسي رحمه الله تعالى، قال: حدثنا جعفر بن سلمة بن أحمد، قال: حدثنا النعمان، عن عمرو بن حماد بن طلحة، قال: حدثنا عبد ربه بن علقمه، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، قال:
سأل ابن الكوا أمير المؤمنين عليا عليه السلام، عن السنة والبدعة، وعن الجماعة والفرقة، فقال عليه السلام: يابن الكوا حفظت المسألة، فافهم الجواب: السنة والله سنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والبدعة والله ماخالفها، والجماعة والله أهل الحق، وإن قلوا، والفرقة والله متابعة أهل الباطل وإن كثروا.
Halaman 58