أخبرنا محمد بن علي العبدكي، قال: أخبرنا محمد بن يزداد، قال: حدثني يعقوب ابن إسحاق، ومحمد بن أبي سهل، قالا: حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا الحارث، قال: حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي، قال: حدثنا عمرو بن يزيد(4)، قال: حدثنا عبد الله بن حنظلة، عن شهر بن حوشب، قال: كنت عند أم سلمة، إذ استأذن رجل، فقيل له: من أنت؟ قال: أنا أبو ثابت مولى علي. فقالت أم سلمة: مرحبا بك يا أبا ثابت أدخل. فدخل فرحبت به، ثم قالت له: يا أبا ثابت، أين طار قلبك حين طارت القلوب مطائرها؟ فقال: تبع علي بن أبي طالب عليه السلام، فقالت: وفقت والذي نفسي بيده، لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: (( علي مع الحق، والقرآن، والحق والقرآن مع علي، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض ))(1).
حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد البغدادي المعروف بالآبنوسي، قال: حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق، قال: حدثنا أبو الأزهر سعيد بن مالك الكاتب، قال: حدثني أبي، قال: حدثني الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين،
عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: لما كان يوم الجمل فتواقفنا(2)، فما لبث أهل البصرة أن انهزموا. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ألا لا تتبعوا مدبرا، ولا تذففوا على جريح، ومن أغلق بابه فهو آمن. قال: فلما انقضى أمر الناس، دخل بيت المال فرأى فيه البدر من الذهب والفضة، فأنشأ يقول:
صلصلى صلصالك ... فلست من أشكالك
ثم قسمه من وقته بين الناس بالسوية، ثم رشه وقال: أشهد عند الله لي أني لم أدخر عن المسلمين شيئا.
Halaman 53