عني وعنهم أخبروا أصحابي
ومصمم في الهام ليس بنابي
وحلفت فاستمعوا من الكذاب
رجلان يضطربان أي ضراب
كالجذع بين دكادك ورواب
كنت المقطر بزني أثوابي
ونصرت رب محمد بصواب(1)
أعلي تقتحم الفوارس هكذا
اليوم تمنعني الفرار حفيظتي
آلى ابن عبد حين شد ألية
أن لا يصد ولا يهلل فالتقى
فصددت حين رأيته متقطرا
وعففت عن أثوابه ولو أنني
نصر الجهالة من سفاهة رأيه
أخبرنا أبو الحسن علي بن مهدي الطبري، قال: أخبرنا أحمد بن هاشم، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أحمد الحرامي بعسكرا، قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الحراني، عن عيسى بن يونس السبيعي، عن مختار التمار،
عن أبي مطر البصري، قال: كنت من شباب ذلك الزمان، فبين أنا أمشي في المسجد، وقد أسبلت إزاري، وأرخيت شعري، إذ نادى رجل من خلفي: يا عبد الله، إرفع إزارك، واتقي ربي سبحانه، فإنه أنقى لثوبك وأتقى(2) لك، وجز من شعرك إن كنت امرءا مسلما.
فإذا رجل كأنه أعرابي، فجئت حتى قمت من خلفه، فقلت لامرئ من المسلمين: من هذا؟ فقال: أغريب أنت؟ فقلت: نعم، من أهل البصرة. فقال: هذا أمير المؤمنين علي.
فمشيت خلفه حتى خرجت من المسجد، فمر بأصحاب الإبل، فقال: يا أصحاب الإبل، بيعوا، ولا تحلفوا، فإن اليمن تزين البيع، وتمحق البركة.
Halaman 50