وقرأ عمى الفضل على ابن حبيب وأنا أسمع للنصيب:
بكيت ابن ليلى وابنه ورأيتني ... أحق الأولى كانوا معي ببكاهما
هما أحذياني الخير حتى تشعبت ... غصوني بنبت ناضر في ثراهما
وكنت أرى أني إذا بت ليلة ... من الدهر قد أيقنت ألا أراهما
سأقضي فلم أفعل ولكن منيتي ... تراخي إناها بعد حين إناهما
وقرأ عمى الفضل على ابن حبيب وأنا أسمع لرجل من بني نهشل:
لعمري لئن أمسى يزيد بن نهشل ... حشا جدث تسفي عليه الروائح
لقد كان ممن يبسط الكف بالندى ... إذا ضن بالخير الأكفُّ الشحائح
فبعدك أبدى ذو الضغينة ضغنه ... وشد لي الطرف العيون الكواشح
ذكرت الذي مات الندى عند موته ... بعاقبة إذ صالح العيش صالح
إذا العيش لم يكدر علي ولم يمت ... يزيد وأذلي ذو العداوة ناصح
وقرأ عمى على ابن حبيب وأنا أسمع لمضرس بن سليط.
إبكي على زفر إن كنت باكية ... وصاحبيه بكاء المثبت الوجع
قوم كزاد أبي سعد وكل فتى ... لمظلم القعرا وللطير والسبع
قال أبو جعفر: أبو سعد أحد وفد عاد الذين قدموا إلى مكة يستسقون فنزلوا على معاوية بن بكر العمليقي فأقموا شهرًا يشربون وتغنيهم الجرادتان وهما جاريتاه قينتاه ثم مضوا إلى الكعبة فقال لهم أبو سعد إنكم لن تسقوا حتى تؤمنوا بهود صلى الله عليه، وكان أبو سعد يكتم دينه وإيمان فقالوا
1 / 47