Harapan dan Utopia dalam Falsafah Ernst Bloch
الأمل واليوتوبيا في فلسفة إرنست بلوخ
Genre-genre
72
ونستخلص من هذا كله أن كانط لا يعرف الإمكان الواقعي والموضوعي ولا يعترف به، إذا إن «الواقعي الموضوعي» لا يضاف عنده إلى الواقعي الممكن إلا عن طريق الحدس أو العيان، لا عن طريق ربطه بحكم تقريري أو توكيدي، أي حكم من أحكام الجهة يتعلق بالواقع.
بيد أن كانط يفسح مجالا للإمكان في فلسفته العملية بعد أن استبعده من فلسفته النظرية كما سبق القول، ففي ذلك المجال الذي يتعلق بمعرفة التجربة الأخلاقية عن طريق العقل العملي لا النظري، نجده يضع المثل والمبادئ أو المسلمات الأخلاقية التي يمكن أن تلزم الإنسان الذي يتجاوز ثنائية عالم الظواهر وعالم الحقائق المعروفة التي احتفظ بها في فلسفته النظرية، أي الإنسان الذي يعلو على الطبيعة والمنفعة، ويطيع أمر «الواجب المطلق» باعتباره كائنا أخلاقيا ينتمي انتماء أساسيا لعالم الحقائق الذي تسكنه «إمكانات» عليه - بحكم القانون الأخلاقي الصوري الصارم - أن يحققها في الواقع.
ويأتي فشته (1762-1814م) الذي بنى فلسفته - أو نظريته في العلم كما سماها - على فلسفة كانط الأخلاقية، وجعل منها مذهبا مثاليا مطلقا عن «الفاعلية» الأخلاقية والعالمة بذاتها للشخصية أو «للأنا المطلق» على حد تعبيره، يأتي فشته فيقدم مسلمته أو مبدأه الشهير (
postulat ) الذي يعبر فيه عن الإمكان كقدرة أو استطاعة (potence) «أنت قادر لأنه ينبغي عليك.» وإذا كان فشته يفيد كذلك من المثل الأعلى
Ideal
الذي قدمه كانط في ثوب تجريدي وهو «نشر سيدة الحرية الأخلاقية» ويربطه «بالسلوك الفعلي»، فإن الإمكان يظل في هذه الحالة أيضا محاولة دائبة للاقتراب من ذلك المثل الأعلى في التاريخ. ومع ذلك فليس هذا بالإمكان الواقع والموضوعي الذي يلائم «الواقع الجدلي» للعالم والإنسان، لأن «عالم التجربة» من منظور المثالية المطلقة أو من منظور المثالية الشارطية (الترنسندنتالية) لا يسمح له بالتحرر من القوالب الصورية والفكرية الخالصة (أي المقولات) لكي ينمو ويتحرك حركة جدلية واقعية. وحتى عندما أصبح الإمكان عند فشته هو إمكان الواجب الأخلاقي الملتزم بالمبدأ السابق الذكر أو بالمثل الأعلى؛ لم يتغير وضع الإمكان كثيرا عما كان عليه عند كانط، فمن منظور الوعي أو الأنا المطلق (كما يسميه فشته) - وهو منظور غير تاريخي - لا يوجد ثمة مستقبل ولا أمل في المستقبل، اللهم إلا أن يكون نوعا من «الميل» أو الرغبة التي لا ترقى إلى مستوى الإمكان الواقعي ولا تعبر عن بنيته العميقة. وهكذا يجوز القول بأن كانط وفشته قد ضيقا مجال الإمكان ومفهومه وحصراه داخل عقل - نظري أو عملي - غير تاريخي يختزن مثلا عليا
Ideals
غير تاريخية ولا واقعية كذلك.
73
Halaman tidak diketahui