Harapan dan Utopia dalam Falsafah Ernst Bloch
الأمل واليوتوبيا في فلسفة إرنست بلوخ
Genre-genre
إنها الأنطولوجيا التي لا تبعد الوجود الأعم في مكان مرتفع متعال على هذا الوجود، والتي تحدد ماهيات الوجود الأساسية من خلال الموجود المتحرك بأشكاله المفتوحة على دلالات الوجود. لذلك لا عجب أن تتجاهل أنطولوجيات الوجود مقولة الإمكان لأنها تتهيب المستقبل وتؤثر السلامة في رجوعها للقديم أو بالأحرى في انغلاقها فيه.
إن فكر ال «ليس-بعد» يبدأ بداية جديدة، ولكنه كذلك «يتوسط» تحقيق الهدف، وينطوي على مضمون مستقبلي. وهو يعبر عن نفسه بمثل هذه العبارة: «أنا أكون، لكني لا أملك نفسي، ولهذا فسوف نكون.» أو هذه العبارة: «نحن ذوات بلا أسماء، وطبيعتنا من نوع طبيعة كاسبر هاوزر،
14
نرحل في سفر مجهول على طريق لم نبدأه بعد.» فكأن الإنسان هنا كائن يعيش في الظلام الذي يلف لحظته المباشرة، إنه لم يفهم نفسه ولم يصل حتى إلى الوعي بحضوره، ولهذا السبب عينه نقول إنه كائن له تاريخ ممتد أمامه كما هو ممتد خلفه. إنه لا يزال مع عالمه كله على سفر، ورحلته هي رحلة اكتشاف، وفي هذه المرحلة يمكن أن يتشكل وجوده ويتفتح هدفه. ومعنى هذا أنه دائما على الطريق إلى أرض لم تكتشف من قبل، وربما لم يسبق لها وجود قبل أن تطأها قدماه ... وكلما نجح في إنجاز عمل خلاق أحس بأنه قد عبر الحاجز الذي كان يفصله عما «لم يتم الوعي به بعد»، وما «لم يصر بعد»، وشعر بأن العالم الحقيقي ينتظر من الإنسان الواعي أن يشق الطريق أمامه. والفلسفة التي تعي حقيقة ال «ليس-بعد» وتتحرك بفضلها هي التي تعبر عن هذا العالم وعن الطريق الموصل إليه: بدءا ب «اللا» التي دخلت التاريخ على صورة ال «ليس-بعد»، ووصولا إلى «الكل» أو على العكس إلى «اللا شيء» أو «العدم».
15
تلك هي أنطولوجيا ال «ليس-بعد»، أي أنطولوجيا «الموجود» الذي لا يزال يتشكل خلال عملية الصيرورة المتصلة، دون أن يفقد صلته «بالوجود» الجوهري أو الكلي الذي يقوم الموجود نفسه بدور «التوسط الجدلي» على الطريق الصاعد إليه. وغني عن الذكر أن هذا التوسط يتم من خلال الجهد الذي يبذله الإنسان والعالم، أو الوعي والمادة، فكلاهما منخرط - كما رأينا - بحكم صيرورته المتصلة في ال «ليس-بعد»، أي في اليوتوبي الممكن والواقعي على السواء.
والآن بعد أن تحولت «اللا» إلى ال «ليس-بعد» وانطلقت هذه الأخيرة في التاريخ، واندفعت إلى الأمام، فإلى أين تتجه وما هو هدفها؟ إنها تتجه إلى المستقبل، وهدفها كما قلنا هو الوصول إلى الكل اليوتوبي، ولكن هل تسير ال «ليس-بعد» دائما في المسار الصحيح، بحيث تدرك مباشرة وبشكل تلقائي هذا الكل اليوتوبي، وتبلغ بذلك قصدها وهدفها؟ أم يتعثر المسار فتصطدم «باللاشيء» أو «العدم» وفي هذه الحالة لا تبلغ ال «ليس-بعد» هدفها المنشود؟ (3) «الكل» اليوتوبي، واللاشيء أو «العدم»
إن ال «ليس-بعد» وحدها (أو كمجرد «ليس-بعد» فحسب) قد تستطيع في الواقع أن تؤثر على الصيرورة غير الكافية أو تغير منها. و«اللا» التي تحولت إلى «ليس-بعد» وتطلعت إلى تحقيق «الكل» تدخل في علاقة مع العدم من أجل أن يكون «الكل»، ويستشهد بلوخ بصدق الحقيقة التي عبر عنها «جوته» في قصيدته الصوفية الشهيرة «الحنين المبارك» من ديوانه الشرقي وهي «مت لكي تكون» إذ يظل «العدم» حاضرا في كل تغير يطرأ خلال عملية الصيرورة، سواء في صورة الإحباط والفشل، أو في صورة الاضمحلال والتلاشي. وفي كل الأحوال يظل «الكل» كذلك حاضرا، ولا سيما في حالة النجاح النسبي الذي يتجلى بوجه خاص في روائع الإبداع البشري.
16
ولو لم يكن الأمر كذلك لأصبح الماضي طي النسيان، ولما بقي شيء يمكن إنقاذه أو استمراره مما نسميه التاريخ. هنا تتأكد علاقة «اللا» وال «ليس-بعد» بالكل، وهي علاقة بهدف يسعى وراءه العالم المادي والتاريخ البشري اللذان سيظلان في حالة أشبه ما تكون بالمنفى أو بما قبل التاريخ حتى يتحقق ذلك الهدف وينطبق عليه التعريف الكافي للهدف الكلي.
Halaman tidak diketahui