Harapan dan Utopia dalam Falsafah Ernst Bloch

Catiyat Abu Sucud d. 1450 AH
55

Harapan dan Utopia dalam Falsafah Ernst Bloch

الأمل واليوتوبيا في فلسفة إرنست بلوخ

Genre-genre

لأن خلود بعض الأعمال الكبرى في الفن والعلم والفلسفة عبر الحضارات المختلفة يدل على بقاء شيء ما يسمو على الوعي الزائف الذي طالما حاول استغلال هذه الأعمال لتبرير أوضاع وعلاقات السلطة السائدة في مجتمع معين. إن أمثال هذه الأعمال موجهة إلى المستقبل، ومن الممكن نقلها من تربتها التاريخية والاجتماعية الأولى واستيعابها في تربة ثقافية أخرى.

ويضرب بلوخ أمثلة كثيرة على ذلك مثل الأكروبولس وهو الأثر اليوناني الهام الذي ينتمي إلى مجتمع السادة والعبيد، وكاتدرائية استراسبورج التي تمثل المجتمع الإقطاعي. ومع ذلك فلا هذه ولا ذاك قد اختفيا مع اختفاء الأساس الاجتماعي الذي ينتميان إليه. كذلك الأعمال الفلسفية الكبرى التي تتميز بارتفاع درجة الوعي فيها. إنها تسمح بنظرة أبعد داخل المستقبل، فكل هذه الأعمال تتسم بالشباب الدائم وتنطوي دائما على منظور جديد.

64

وإذا كانت الأعمال الفنية تعكس أيديولوجية عصرها، فإنها تحتوي على «فائض يوتوبي» يزيد عن هذه الأيديولوجية ويتجاوزها وينتقد الوعي السائد فيها - وهو غالبا ما يكون وعيا زائفا يهدف إلى تدعيم الوجود الاجتماعي القائم - لصالح وعي يوتوبي يتخطى العصر الواقع. فالفنان يرسم النموذج الذي يفتقده في عصره ويحاول أن يعبر عنه تعبيرا ينفذ إلى الوعي ويؤثر على الواقع أو يشق صدره على حد قول بلوخ. ولن يتم له ذلك حتى يكون نموذجا يوتوبيا يصور الجديد القادم الذي ولد - كما سلف القول - في منطقة الوعي المسبق أو: الوعي بال «ليس-بعد» ثم نما واكتمل في منطقة الوعي.

وبالتالي فإن الأيديولوجيا التي ينظر إليها من هذا الجانب لا يمكن أن توصف بأنها وعي زائف. والخلاصة أن الأيديولوجية الثورية الاشتراكية - فيما يرى بلوخ - هي وحدها التي تملك الوعي الحقيقي الذي يضع عينيه على الواقع الحاضر والمستقبل معا. فكما يقول ماركس في خطابه إلى روجا عام 1843م: «إن شعارنا يجب أن يكون إصلاح الوعي، لا عن طريق المعتقدات القاطعة

dogmas ، بل عن طريق تحليل الوعي الغامض الذي ما زال غير واضح لنفسه. عندئذ يتضح أن العالم قد ظل وقتا طويلا يمتلك حلم المادة

dream of matter

وقد أصبح الواجب الوحيد عليه أن يمتلك الوعي بها لكي يمتلكها هي نفسها امتلاكا واقعيا، وسوف يتضح أيضا أن المسألة ليست مسألة انقطاع فكري بين الماضي والمستقبل بل مسألة استمرار ومواصلة أفكار الماضي، فحتى الأيديولوجيات المرتبطة بالمجتمعات الطبقية لديها جانب يتجاوز وعيها الزائف ويفوقه، وهذا الجانب هو الفائض الثقافي.»

65

يأخذ بلوخ إذن من الأيديولوجيا هذا الموروث الثقافي الذي لم يوجد في مجتمعه ولمجتمعه فقط، وإنما وجد ليعاد إنتاجه وقراءته في ظل مجتمعات وعصور وحضارات أخرى. وهكذا يبقى من الأيديولوجيا مشكلة الموروث الثقافي، وكيف أن الأعمال المتميزة الباقية من البناء الفوقي تعيد إنتاج نفسها بشكل تقدمي في وعي ثقافي جديد حتى بعد انتهاء أساسها الاجتماعي، وكل ثقافة كبرى لديها فائض ثقافي علاوة على أيديولوجيتها في الزمان والمكان المحددين. والوظيفة اليوتوبية هي التي تعيد إنتاج هذا الفائض في إبداعات وتفسيرات وقراءات جديدة. لكن هذه الوظيفة اليوتوبية ليست ساكنة ولا ثابتة، بل لا بد لها أن تكون متغيرة ومتحولة في التاريخ لتواكب صيرورة الواقع الفعلي، وتلحق بالتغيرات التاريخية، حتى لا يفرز العنصر اليوتوبي عالما خاليا من أي جديد، عالما لا يكون المستقبل فيه سوى تكرار للماضي. وإذا كان سقوط الأيديولوجية - كما يقول مانهايم - يمثل أزمة لطبقة معينة فقط، فإن زوال العنصر اليوتوبي زوالا تاما من الفكر والفعل البشريين سوف يعني أن الطبيعة البشرية والتطور الإنساني سيتخذان طابعا جديدا كل الجدة. إن اختفاء اليوتوبيا سيخلق وضعا ساكنا جامدا لا يكون الإنسان فيه أكثر من شيء ساكن جامد، وستواجهنا حينذاك أكبر ظاهرة متناقضة تخطر على البال أو في الخيال: وهي أن الإنسان الذي فاز بأكبر سيطرة على الوجود، يصبح - حين يترك بلا مثل عليا - مجرد مخلوق عشوائي، وإذا تخلى عن اليوتوبيات فإنه يضيع إرادته في صنع التاريخ، ويضيع معها قدرته على فهم التاريخ.

Halaman tidak diketahui