Warna dan Respon Manusia
الألوان والاستجابات البشرية
Genre-genre
وكما أوضح روبين وكاتس، فإن المريض المصاب إصابة بالغة أو المشلول قد يصاب باكتئاب شديد، وقد يتملكه العناد ويقاوم المساعدة الطبية ويسعى إلى الانتحار. ومع ازدياد حالة الاكتئاب سوءا قد يشتد مرضه على نحو مروع. ورغم ذلك، فمع التوصية المتمثلة في استخدام الموسيقى والألوان، كما هو الحال في أفلام أوروراتون، فإن «معظم المرضى أصبح من السهل التواصل معهم إلى حد كبير ... والمرضى الذين كانوا يعانون في السابق من حبسة الكلام أو تأخر الكلام أصبحوا يتحدثون بحرية أكبر ... ومع حالة سهولة التواصل مع هؤلاء المرضى، أصبح ممكنا للطبيب النفسي بناء علاقة تفاهم معهم.»
إذا كانت نوادي الديسكو وفرق الروك آند رول الموسيقية بأضوائها الوامضة، وألوانها البراقة، وأصوات الصرير التي تحدثها تثير الأعصاب، وتتغلب على الخجل والحياء في البشر، وتثير تأثيرات مشابهة لتلك التي تعقب تعاطي عقار إل إس دي المهلوس - إذا كانت تسبب أشكالا صغرى من الانهيار العصبي - فإن سيسيل ستوكس كان يعلق آمالا مناقضة تماما لتلك التأثيرات على وسيلته المعتمدة على الصوت واللون؛ فمن خلال «الموسيقى البطيئة والمهدئة والحزينة نسبيا»، كان متأكدا من أن الأرواح المريضة عقليا «يمكن أن تنفس عن توتراتها المكبوتة الناتجة عن الصراعات وخيبات الأمل.» لقد كان مهتما، بوصفه رائدا، بالقيم الروحية والنفسية للألوان والأصوات، وبالعوامل البيئية المؤثرة والمتحكمة التي سوف تتطور أكثر بلا شك، وتطبق على نطاق أوسع مع مرور الوقت.
إليكم مقتطفا من إحدى الحالات المذكورة في مقالة روبن وكاتس: «المريض إي، دخل هذا المريض البالغ من العمر 26 سنة المستشفى ... في 5 يونيو 1945 لعلاج إضافي لجروح متعددة في الجسم من الدرجة الثانية والثالثة ... لم يظهر هذا المريض أي أعراض عقلية حتى 16 أغسطس 1945، عندما كتب على إحدى أوراق الصليب الأحمر الأمريكي عبارة: «أحضروا من فضلكم بعض السم لقتلي.» كان المريض مشوها نتيجة لحروق شديدة في الوجه متضمنة الأذنين، وكذلك كلتا اليدين. كان مضطربا ومهتاجا ومكتئبا ومتأخرا ومستغرقا في التفكير، وكان يفكر كثيرا في أنه فقد السيطرة على حياته ... وكان يعبر في أغلب الأحيان عن رغبته في الموت كوسيلة لحل مشكلته العاطفية ... في 21 سبتمبر 1945 وقبل عرض الفيلم، بدا أن المريض مكتئب نسبيا. جلس المريض ورأسه لأسفل يتحسس حذاءه. وطوال عرض الفيلم، بدا مستغرقا تماما في الموسيقى والألوان ... وفي نهاية العرض جلس باستقامة، وأخذ ينظر إلى أرجاء الغرفة. لم يعد يبدو عليه الاكتئاب. وخلال جلسة النقاش الجماعي فيما بعد، تعاون مع الطبيب النفسي، وأجاب عن الأسئلة بصراحة، وعندما غادر الغرفة لم يعد يجر قدميه في تباطؤ.» (5) الأزرق جميل
هذا عنوان مقالة قصيرة نشرت في عدد 17 سبتمبر 1973 من مجلة «تايم». أشارت المقالة إلى أحد أعمال هينر إيرتل؛ مدير أحد معاهد علم النفس العقلاني في ميونخ. وقد أجرى هينر دراسة استغرقت ثلاث سنوات على أطفال لتقدير تأثير لون البيئة على الكفاءة التعليمية، إن لم يكن لقياسه. طليت غرف ذات أسقف منخفضة بألوان مختلفة. وكانت الألوان الأفضل والأكثر شعبية هي الأزرق الفاتح والأصفر والأخضر المصفر والبرتقالي. وفي هذه البيئات، يمكن أن يرتفع معدل الذكاء إلى قدر كبير يعادل 12 درجة. أما الألوان المسماة بالألوان القبيحة؛ الأبيض والأسود والبني، فسببت انخفاضا في معدل الذكاء؛ «وجد الباحثون أن الألوان الشائعة تثير أيضا الانتباه والإبداع، وغرف اللعب البيضاء والسوداء والبنية جعلت الأطفال يشعرون بقدر أكبر من الملل.» إن هذه النتائج التي توصل إليها إيرتل تؤكد اعتراض مؤلف الكتاب على استخدام الحوائط البيضاء، أو الرمادية، أو غير الملونة في البيئات الداخلية المغلقة التي تتجمع فيها مجموعات من الأشخاص، ويلزم فيها دعم الراحة البدنية، والكفاءة البصرية، والمهارة اليدوية، والهدوء العاطفي. ووجد إيرتل أن اللون البرتقالي يحسن السلوك الاجتماعي، ويرفع الروح المعنوية، ويقلل سمات العدوانية والانفعالية، وقد أكد مؤلف هذا الكتاب هذه النتيجة.
إن التكيف مع البيئة لا شك هو بداية الوعي والفهم لكل الحيوانات ومنها الإنسان. معظم الأشخاص شهدوا، أو شاهدوا في الأفلام، ميلاد الدجاج والماشية والمهار. في البداية، تشعر هذه الحيوانات الوليدة بالفضول تجاه العالم الذي يدور حولها، ويتبع ذلك تعلق شديد بحماية أمهاتها لها. ووضع هينر إيرتل وزملاؤه هذه الملاحظة في اعتبارهم، وصمموا مهدا من البلاستيك المقوى الشفاف ليمكن الوليد من رؤية ما يدور حوله. وقد تعزز التطور العقلي لعدد من الأطفال حديثي الولادة الذين تربوا بهذه الطريقة؛ «في عمر 18 شهرا، كان الأطفال في المجموعة التجريبية أكثر ذكاء على نحو قياسي مقارنة بالأطفال البالغين من العمر عامين الذين وضعوا في مهود تقليدية.» أما عن التوصيات المقترحة حول الألوان المفضل استخدامها في البيئات والمستخلصة من واقع خبرتي، فأقدمها في الفصل الثامن.
الفصل الخامس
الاستجابة الجمالية
كتبت كتب كثيرة عن موضوع هذا الفصل. إن مبادئ تناغم الألوان كثيرا ما كانت محل اهتمام ليس فقط من الفنانين، وإنما من المعماريين والمصممين والعاملين في النسيج والخزف والزجاج والفسيفساء، والبستانيين ومنسقي الزهور كذلك. وقد تكرر كثيرا الحديث عن موضوع مجموعات الألوان المتناغمة؛ فتوجد دوائر الألوان ومقاييس الألوان، وأدوات مزودة بأقنعة ومؤشرات، وتوجد إشارات لا تعد ولا تحصى عن مشاعر الأفراد، بالإضافة إلى نظريات لفنانين معينين. (1) الرمزية مقابل التعبير الشخصي
من الجيد توضيح أن استخدام الإنسان القديم للألوان لم يكن في الأساس منصبا على الجماليات، فالتوجه المعاصر تجاه الألوان، بصفته عنصرا جماليا، يعود إلى حد ما إلى عصر النهضة وليس قبل ذلك. بالنسبة للإنسان القديم، كان يوجد جمال ومجد في الألوان والتصميم، لكن تعبيره الفني لم يكن يثيره أي رغبة جمالية أو عاطفية بالقدر نفسه الذي كانت تثيره رغبته المحمومة في أن يرمز إلى ألغاز الكون والقوى الخارقة للطبيعة؛ فالكتابة الهيروغليفية وزخارف المقابر والتوابيت المصرية لم تكن زخارف نفيسة لأصحاب الأذواق الرفيعة. ويتحدث إي إيه واليس بودج عن الصور المصرية الموجودة في «كتاب الموتى» فيقول: «من الممكن أن تكون هذه الصور قد أضيفت فقط باعتبارها رسوما توضيحية لمختلف نصوص ذلك الكتاب، لكني أعتقد أنها، على غرار رسوم شعب البوشمن التي وجدت في كهوف في جنوب أفريقيا، رسمت ولونت بهدف ليس له علاقة بالأفكار الفنية أو التطور الفني. وكان هذا الهدف هو إفادة الميت بواسطة طرق سحرية.» والأمر نفسه صحيح بالنسبة للزخارف الداخلية للمباني، من خلال النحت والرسم والتصميم، ليس فقط في وادي النيل، لكن في كلدو، وفي الهند والصين واليونان وروما! فمن خلال زخارف الجدران والتماثيل وصور الكتب، أضفى الإنسان سحرا على وجوده، وعبد آلهته، وصور فلسفته وعلومه، وحدد كل بقعة في الأرض والسموات، وسجل تاريخه، وحمى حياته، وضمن خلاصه.
خلال فترة 4 آلاف سنة حتى عصر النهضة، كانت لوحة الألوان بالبساطة التي وصفناها في الفصل الأول؛ إذ كانت تتكون من اللون الأحمر والذهبي والأصفر والأخضر والأزرق والأرجواني والأسود والأبيض. لا شك أن مثل هذه الألوان كانت بسيطة؛ لأنها كانت ترمز إلى معرفة الإنسان وفلسفته؛ فقد كانت تتحدث عن الألغاز والآلهة والشياطين والفناء. ونتيجة لذلك كانت قوية وفاقعة؛ فالأحمر فقط - وليس الوردي أو الوردي الداكن أو الأحمر البني الداكن - كان يمكنه أن يرمز إلى البشر، وإلى عنصر النار، ولون النهار، والأزرق فقط - وليس ظلاله الفاتحة أو الداكنة - كان يمكنه أن يمثل عنصر الهواء، لون الرب الأب. كان لزاما أن تكون الألوان مباشرة؛ لأنها تقدم تفسيرات مباشرة وواضحة للحياة على الأرض، وللحياة بعد الموت.
Halaman tidak diketahui