12

التعليقات السنية على العقيدة الواسطية

التعليقات السنية على العقيدة الواسطية

Penerbit

دار الأماجد

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

Lokasi Penerbit

الناشر المتميز

Genre-genre

ولفظ الإيمان تارة يُطلق ويراد به: مجموع الدين، وتارة يطلق ويراد به: الأمور الباطنة. ولفظ الإيمان والإسلام إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا؛ فحديث: «الإيمان بضع وسبعون شعبة» (^١) - شمل جميع أمور الدين؛ فالإيمان يشمل جميع أمور الدين أحيانًا، وتارة يراد بالإيمان الجانب الباطن من الإنسان، كما في حديث جبريل عندما سأل النبي ﷺ عن الإيمان، فقال: «الإيمان: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، وبالقدر؛ خيره وشره». فهنا يراد به الأمور الباطنة. وهكذا الإسلام تارة يُطلق ويراد به جميع الدين، كما قوله تعالى: ﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾، وتارة يطلق ويراد به: الأمور الظاهرة، كما في حديث جبريل المتقدم، وفيه: «الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ﷺ، وتُقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا». فمن هذا نعلم أن هذه الألفاظ أحيانًا تعم جميع الدين، وأحيانًا تختص ببعض أموره، ومراد المصنف هنا: ما يتعلق بالأمور الباطنة. والإيمان لغة: التصديق. أو أنه أمر يشمل التصديق، ويشمل معه غيره. والصواب: أن الإيمان ليس مجرد التصديق، فالإيمان يشمل التصديق ويشمل الإقرار والانقياد.

(^١) أخرجه البخاري (٩) ومسلم (٣٥) واللفظ له من حديث أبي هريرة؟.

1 / 18