ان ينقل الحرف القوي الى حرف اضعف منه، فاذا لم يجز ان ترد الصاد الى السين، وجاز ان ترد السين الى الصاد، علم ان السين هي الاصل. وقرأ «نافع، والبزي، وشعبة، والكسائي، وابو جعفر، وروح» «يبصط، بصطة» بالصاد قولا واحدا. وذلك لمجانسة الصاد للطاء التي بعدها، وذلك باشتراكهما في صفات: «الاستعلاء، والاطباق، والاصمات». وقرأ الباقون وهم: «قنبل والسوسي، وابن ذكوان، وحفص، وخلاد» بالسين، والصاد فيهما، وذلك جمعا بين اللغتين (١). قال «الجوهري» اسماعيل بن حماد الفارابي ت ٣٩٣ هـ «بسطه يبسطه بسطا» بالسين، والصاد: «نشره» اهـ (٢). «عسيتم» من قوله تعالى: فهل عسيتم ان كتب عليكم القتال الا تقاتلوا (٣) ومن قوله تعالى: فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم (٤) قرأ «نافع» «عسيتم» في الموضعين بكسر السين، وقرأ الباقون بفتح السين. والكسر والفتح في «عسى» اذا لم يتصل بالضمير (٥).

(١) قال ابن الجزري: ويبسط سينه فتى حوى لي غث. وخلف عن قوى زن من يصر كبصطة الخلق. انظر: النشر في القراءات العشر ح ٢ ص ٤٣٣. والكشف عن وجوه القراءات ح ١ ص ٣٠٢. والمهذب في القراءات العشر ح ١ ص ٩٧ - ٢٤٤. واتحاف فضلاء البشر ص ١٦٠. (٢) انظر: تاج العروس ح ٥ ص ١٠٥. (٣) سورة البقرة الآية ٢٤٦. (٤) سورة محمد الآية ٢٢. (٥) قال ابن الجزري: عسيتم اكسر سينه معا ألا انظر: النشر في القراءات العشر ح ٢ ص ٤٣٦. والكشف عن وجوه القراءات ح ١ ص ٣٠٣. والمهذب في القراءات العشر ح ١ ص ٩٧. واتحاف فضلاء البشر ص ١٦٠.