Jerman Nazi: Kajian dalam Sejarah Eropah Kontemporari (1939-1945)

Muhammad Fuad Shukri d. 1392 AH
93

Jerman Nazi: Kajian dalam Sejarah Eropah Kontemporari (1939-1945)

ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)

Genre-genre

لقد كان دائما من رأي أصحاب التفكير العميق أن الرجل متفوق على المرأة في ميادين البحث العلمي والاختراع والكشف، وفي جميع الأعمال التي تدعو إلى الابتكار. أما المرأة فوظيفتها مقصورة على صون الدم وتخليد الجنس (أي التناسل).

إلى أن قال:

وفي أوقات المحن العصيبة، يظهر إلى عالم الوجود كل من الرجل المخنث والمرأة «المحررة» وكلاهما دليل الانحلال السياسي والثقافي. وعلى الرغم من جميع الحريات الممنوحة للمرأة، فإن قول الفيلسوف اليوناني أرسطو لا يزال صحيحا وهو: إن عجز المرأة هو الذي يجعل منها المرأة التي نعرفها!

وعلى ذلك، كان منح المرأة نفوذا دائما في أعمال الدولة من علامات انحلال العصر التي لا يمكن أن يخطئها أحد، وآية ذلك - في نظر روزنبرج - «هذا الهبوط الشنيع الذي نلحظه في مستوى الثقافة الأمريكية نتيجة لتمتع المرأة بمركز له خطره في المجتمع الأمريكي»، بل إن «روزنبرج» لا يتردد في الاعتقاد بأنه لو كان أمر الدفاع وتصريف شئون السياسة متروكا بأيدي النساء، لكان مصير أمريكا الضياع والفناء منذ مدة طويلة. وفي عام 1934 تحدث الهر هتلر إلى «مؤتمر النساء» عند انعقاد الحزب النازي فقال:

لقد حرصنا - نحن الوطنيين الاشتراكيين - منذ عهد طويل على أن نمنع النساء من التدخل في شئون الحياة السياسية التي لا تعنيهن؛ إذ إن هذا التدخل عار وأي عار.

ومع هذا، فقد حرص النازيون على ألا يظهروا بمظهر المحقرين لشأن المرأة. ومن الحقائق المعروفة أن النساء في ألمانيا كن من أكبر المشجعين للحزب الوطني الاشتراكي عند نشأته، ومن أكبر المؤيدين للزعيم هتلر وأنصاره في جميع الانتخابات التي أوصلته في النهاية إلى منصب المستشارية، اعترف الهر هتلر نفسه بهذه الحقيقة، فقال إنه لا يسعه سوى الاعتراف بما كان لجلد النساء وشدة احتمالهن للمصاعب، وإخلاصهن للحركة النازية من أثر كبير في نجاحها، فلولا هذا الجلد وذياك الإخلاص من جانب المرأة الألمانية لما استطاع أن يقود الحزب إلى النصر في النهاية؛ ولذلك لم يشأ الزعماء النازيون في البداية إغضاب المرأة، فشرع «الهر جوبلز» وزير دعاوتهم يفسر أقوال «روزنبرج» وغيره، بقوله: «إن إخراج المرأة من الحياة العامة ليس المقصود منه التخلص منها أو الاستغناء عن خدماتها، وإنما إرجاعها إلى الحياة الأصيلة الشريفة حياة الأسرة والمنزل.»

غير أن أقوال «جوبلز» وأمثاله ما كانت لتغير شيئا من نصيب المرأة التي انحط مركزها في المجتمع الهتلري حتى صارت هدفا لكل الإهانات التي شاء متطرفو النازيين أن يوجهوها إليها. وكانت السيدات «الآريات»، التي نشأ بينهن وبين اليهود غير الآريين مودة وصداقة، أكثر عرضة للتحقير والإهانة من غيرهن، وتحملن عذابا أليما على أيدي الشبان الهتلريين في كل ظرف ومناسبة. من ذلك ما حدث في «نورمبرج» في يوم من أيام شهر أغسطس عام 1933 عندما قبض شاب من جند الهجوم

S. A.

على فتاة آرية تبلغ التاسع عشر ربيعا كانت تسير في صحبة شاب يهودي، فانتزعها قسرا إلى مكان قريب حيث قص شعرها وحلق رأسها وعلق حول عنقها إعلانا كتب عليه: «لقد أسلمت نفسي إلى رجل يهودي!» ولم يكن هذا كل ما حدث للبائسة؛ إذ اجتمع من حولها زعانف النازيين وأرغموها على السير في الشوارع والتنقل من مقهى إلى آخر، وفي كل من هذه المقاهي أرغموها على أن تقف فوق منصة عالية وانهالوا عليها بأفحش ألفاظ الشتم والسباب. أما الفتاة المسكينة فسرعان ما فقدت عقلها عقب هذا الحادث المؤلم، وأودعت مستشفى للأمراض العقلية، ولا يدري أحد ما حدث لها بعد ذلك. وإذا كان هذا نصيب المرأة الآرية، فإن نصيب المرأة اليهودية على أيدي الهتلريين كان أشد وأنكى، فاليهوديات كن «المنبوذات» في المجتمع النازي الجديد. ومن المعروف أن النازيين بعد سقوط النمسا أرغموا السيدات اليهوديات في مدينة فينا على تنظيف «مراحيض» الرجال ونقل القاذورات بأيديهن!

وكذلك يتبين مبلغ امتهان المرأة من الأساليب التي كان يتبعها الهتلريون في معاملة النساء عامة في المجتمع الألماني. فبينا كانوا يطلبون إلى زوجاتهم البقاء في بيوتهن لإدارة شئون الأسرة ويحضونهن على عدم التزين واستخدام المساحيق وما إليها بحجة أن المرأة النوردية ليست في حاجة إلى مثل هذه الوسائل المنافية للحشمة والتي تلجأ إليها غير الآريات والزنجيات ومن في عدادهن لاصطياد الرجال وإغرائهم، كانوا من ناحية أخرى - باعتبارهم أصحاب السيادة والنفوذ في دولة الرجل الجديدة - يسيرون مع غير زوجاتهم سيرة معوجة، فيقبلون على معاشرة الشقراوات الجميلات خارج نطاق الزوجية، ويطلبون إلى خليلاتهم الاهتمام بكل ما يزيدهن جمالا ويكثرون من إهدائهن الورود والزهور ، ويقرعون معهن كئوس الشراب مترعة، حتى قال أحد النقاد الاجتماعيين ما معناه: «إن كل شيء في ألمانيا لا يمكن الحصول عليه بدون بطاقة التموين، عدا الشقراوات، والزهور والرياحين، والشمبانيا، ومعاطف الفرو الثمين والجنبري!»

Halaman tidak diketahui