Jerman Nazi: Kajian dalam Sejarah Eropah Kontemporari (1939-1945)
ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)
Genre-genre
L’Humanité »، أغلقها النازيون في أيام الاحتلال الأولى، ولكنه لم تمض فترة صغيرة حتى عادت الجريدة إلى الظهور وصارت في عداد الصحف السرية ذات الخطر، وتولى تحريرها وإصدارها أحد الراديكاليين المعروفين في باريس وهو «جبرائيل بري
Gabriel Peri ». وكان «بري» هذا عندما بدأ يصدر صحيفته السرية رجلا مريضا بالسل، ولا يرجو شفاء من علته الصدرية؛ ولذلك انكب على عمله الجديد بكل همة مضحيا في سبيل مقاومة الاحتلال الألماني بكل ما يملك من مال وصحة، وظلت التبرعات تنهال على صحيفته من كل جانب، لا سيما وأنها صارت لا تقنع في عهدها الجديد بمجرد تأييد قضية الشيوعية، بل أخذت على عاتقها الدفاع عن مصلحة الوطن قبل أي اعتبار آخر، وهذا بترويج الدعاوة المضادة ضد السادة النازيين والعمل على تقويض أركان النظام الجديد في فرنسا، ولكن أيام «بري» كانت معدودة؛ فقد قبض عليه الجستابو، وأودع السجن مدة ساءت في أثنائها صحته كثيرا، وكاد المرض يفتك به لولا أن قرر الألمان إعدامه رميا بالرصاص، وقابل «بري» الموت برباطة جأش وعدم مبالاة وأخذ يردد أغنية من الأغنيات المفضلة لديه، وعبثا حاول جلادوه إرغامه على إبطال التغني بها، بل ارتفع صوته قليلا قبل إطلاق الرصاص عليه، وأثار عمل «بري» هذا إعجابا لا حد له، وعرفه الفرنسيون من ذلك الحين باسم «الرجل الذي مات وهو يغني»، وفي اليوم التالي زار ألوف من الباريسيين وغيرهم المكان الذي أعدم فيه، والذي كان لا يزال ملطخا بدمائه، ووضعوا عليه أكاليل الزهر.
بيد أن متاعب النازيين لم تنقض بوفاة «بري»؛ فقد ظلت تحمل راية المقاومة في فرنسا صحف جريئة، منها جريدة «التحرير أو الخلاص
Liberation »، وجريدة «بنتاجرول
»، أما جريدة «التحرير» السرية فقد عنيت بنشر أنباء محطة الإذاعة البريطانية
B. B. C.
وأسماء الذين أعدمهم الألمان ولقوا حتفهم على أيدي رجال الجستابو. هذا إلى أنها صارت تعني أيضا بتحذير الأهلين حتى لا يقعوا في فخاخ رجال الشرطة وشباكهم، وكانت تنشر كذلك أسماء الفرنسيين الذين قبلوا التعاون مع السادة النازيين في بلادهم، وعظم ذيوع هذه الجريدة حتى صار الضباط الفرنسيون الأسرى في المعتقلات الألمانية لايجدون صعوبة في الحصول على أعداد منها. وكان من بين المشتركين في تحريرها وإصدارها أحد أعضاء البرلمان السابقين عن مدينة ليون، وهو المسيو «أندريه فيليب
André Philip » أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة ليون، وقد عمل في أثناء الحرب كضابط اتصال مع قوات الحملة الإنجليزية في فرنسا، ثم أعيد إلى عمله في الجامعة بعد انهيار فرنسا، ثم استطاع بعد ذلك الفرار إلى إنجلترا. وقبل أن يغادر «أندريه فيليب» فرنسا كانت جريدة «التحرير» توزع خمسين ألف نسخة.
وكان أهم ما عنيت به هذه الجريدة تنظيم المظاهرات، وبث روح المقاومة السلبية في ليون وفي بقية فرنسا لتعطيل سياسة النازيين الأولى والتي أرادوا بها كسب مودة الفرنسيين وصداقتهم في المنطقة المحتلة. وزيادة على ذلك، اضطلعت هذه الجريدة بمهمة توحيد صفوف الفرنسيين حتى لاتظل المقاومة مقصورة على طبقة العمال وحدها؛ لأنه كان ينبغي أن ينضم أهل الطبقة المتوسطة أيضا إلى صفوفها، وكان هؤلاء ما يزالون يعقدون على الماريشال «بيتان
» الآمال في انقاذ فرنسا. فلما استقدم «بيتان» إلى «فيشي
Halaman tidak diketahui