Jerman Nazi: Kajian dalam Sejarah Eropah Kontemporari (1939-1945)
ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)
Genre-genre
وأسباب وجود هذه المعارضة الداخلية كثيرة ترتبط في جوهرها ارتباطا وثيقا بتلك الخطة التي اتبعها النازيون منذ وصلوا إلى الحكم كي يؤلفوا كتلة صلدة متماسكة في قلب الريخ الألماني، فجروا في سياستهم الداخلية على أسلوب خاص كان الغرض منه أن يصبغوا الحياة العامة والخاصة في الريخ الألماني بصبغة نازية بحتة. وعلى ذلك كان مصدر المعارضة الشديد أن شطرا كبيرا من الشعب الألماني نفسه ما كان يرضى بتاتا أن يرى الزعماء الجدد يضيقون عليه السبل حتى يحرموه حرية اختيار نوع الحياة التي يريد أن يختارها، فضلا عن أنهم كانوا يتدخلون في عقائده الدينية ويعملون لفرض سيطرتهم على الكنائس والمذاهب المختلفة؛ ليرغموها على قبول تلك الفلسفة التي شاءوا أن يبنوا عليها مثلهم العليا في الحياة، وادعوا أنها فلسفة روحية تختلف كل الاختلاف عن الفلسفة القديمة التي قالوا إنها كانت يهودية مادية، زد على ذلك أن أساليب النازيين في شئون التربية والتعليم ما كانت لتجلب رضاء شطر كبير من الأهلين الذين راعهم أن يروا دعائم الأسرة تنهدم، وفلذات أكبادهم يصبحون بانخراطهم في سلك الشباب الهتلري والحزب النازي نفسه، من الغلاة المتطرفين الذين لا يعرفون لأهلهم كرامة ولا يعترفون للوالدين بحق من الحقوق، ثم لا يترددون في أن يبلغوا أمر آبائهم إلى السلطات الحكومية إذا أظهر الآباء تذمرا من الأحوال السائدة أو تبرما بها، فيكون جزاؤهم من جراء «تجسس» أبنائهم عليهم تمضية بقية العمر في غياهب السجون أو معسكرات الاعتقال. ولم يكن من المنتظر أن تخف وطأة المعارضة بعد قيام الحرب العالمية الثانية؛ لأنه سرعان ما نجم عن إخفاق النازيين في إحراز النصر السريع الخاطف عدد من المشكلات لم يكن الزعماء النازيون قد اتخذوا العدة من قبل لمواجهتها، اللهم إلا إذا كنا نعتبر الالتجاء إلى وسائل الحبس والاعتقال والإعدام حلولا مؤاتية لمعالجة المعضلات. وأهم هذه المشكلات نظام التموين وشدته، ذلك بأن الأفراد العاديين ظلوا زمنا طويلا قبل نشوب الحرب الهتلرية محرومين كثيرا من ضروريات الحياة وكانوا يستعيضون عنها بما كان يقدمه لهم «علماء» النازيين وخبراؤهم من صنوف المعوضات
Ersatz
في المأكل والمشرب والملبس، وكان الفرد لا ينال حاجته من هذه المعوضات إلا بقدر معين وبمقتضى بطاقة التموين المعطاة له، وقد أحكم النازيون الرقابة على شئون التموين منذ عام 1936، أي منذ بدءوا ينفذون «برنامج السنوات الأربع» المشهور بإشراف «هرمان جورنج»، وكان الغرض من هذا البرنامج أن تصبح ألمانيا النازية دولة تعتمد على الاكتفاء الذاتي في حياتها الاقتصادية، فتنقص من الواردات ما أمكنها ذلك، وتبذل كل جهد لزيادة الصادرات زيادة عظيمة، حتى يجتمع لديها «فائض» تستخدمه في جلب المواد الخام اللازمة لصناعة الحرب. ومنذ عام 1936 كذلك نظمت الدعاية النازية برنامجا واسعا على أساس «الاستغناء عن الزبدة والإكثار من صنع المدافع!» فكان من الطبيعي أن يشتد حرمان الفرد عند نشوب الحرب، وكان أول من أحس وطأة هذا الحرمان الشديد المرأة الألمانية ربة البيت التي وقع على عاتقها تدبير حاجتها وحاجات زوجها وأولادها. على أنه لما كانت أسباب المعارضة الداخلية الأخرى كثيرة يضيق المقام عن التبسط في ذكرها، فقد يكفي اختيار عدد منها لإقامة الحجة على أن «هنريك هيملر» كان صادقا عندما تحدث في وثيقته عن وجود جبهة رابعة في داخل ألمانيا، وأهم أسباب المعارضة تذمر المرأة الألمانية وغضبها من النازيين واشتداد كراهية الأهلين لرجال الحزب النازي، والخلاف الذي حدث بين مختلف الكنائس والمذاهب في دولة الريخ والسلطات الحكومية، وإقدام النازيين على الحرب مع الروس وتطور الموقف الحربي في غير مصلحة الألمان عقب دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب، وافتضاح أمر هرمان جورنج وظهور كذبه عندما كثرت الإغارات ليلا ونهارا على برلين وعلى مراكز الصناعة والإنتاج الألمانية بعد أن كان يؤكد لمواطنيه استحالة ذلك. •••
وكان تذمر المرأة في ألمانيا النازية راجعا قبل كل شيء إلى صعوبة التموين، فقد أدخل النازيون نظام «الوجبة ذات الصنف الواحد
Eintopfgericht » قبل بدء الحرب العالمية الثانية بخمسة أعوام على الأقل، وطلبوا إلى ربات البيوت التبرع بكل ما يمكن توفيره من نفقات تلزم لطهي أكثر من هذا الصنف الواحد «لصندوق إعانات الشتاء» الذي خصصه النازيون من سنوات مضت للإنفاق منه على العاطلين أو الفقراء. وخلال سنوات السلم عمد النازيون رغبة في أن يتأكدوا من اتباع ربات البيوت لهذا النظام والعمل به إلى إرسال عمالهم من جنود الهجوم
S. A.
أو الحرس الأسود
S. S.
لفحص «مطابخ» البيوت والأطعمة التي بها من وقت لآخر، ثم ما لبثوا حتى زادوا هذا التدخل بدعوى إنشاء «جبهة» جديدة لا غنى عن وجودها لنجاح برنامج السنوات الأربع أسموها «جبهة المطبخ».
وفي عام 1936 كان العثور على البن الجيد والشاي من الأمور المستعصية، ثم اختفت «الزبدة» من عالم الوجود - بدعوى إنفاق المال اللازم لإنتاج أو شراء ذلك الطعام الكمالي في صنع المدافع والأسلحة - ثم اختفى البيض وتبعه الخبز الأبيض واستعيض عنه بخبز مخلوط أدكن اللون تشمئز منه النفوس، وقلت اللحوم وتعذر الحصول على الأطعمة المحفوظة. ومنذ عام 1936 كذلك خرجت «الصحيفة الوطنية الاشتراكية
Halaman tidak diketahui