Jerman Nazi: Kajian dalam Sejarah Eropah Kontemporari (1939-1945)
ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)
Genre-genre
وقد أدرك النازيون على الرغم من الدعاية الكاذبة لتضليل أهل البلاد من جهة ولتضليل الرأي العام في أوروبا وبقية أنحاء العالم من جهة أخرى، أنه من المتعذر عليهم التفرغ لشئون الحرب الخارجية، تلك الحرب التي هيأوا لها العدة منذ وصولهم إلى الحكم في ألمانيا إلا إذا شددوا الرقابة على مواطنيهم واتخذوا الأهبة للقضاء دون إبطاء على أية معارضة قد تنذر بتصدع الجبهة الداخلية»، ولما كانت مهمة الجستابو الأساسية إحكام هذه الرقابة، فقد أعد هنريك هيملر
he nrich Himmler
رئيس قوة الجستابو وثيقة هامة عرفت باسم «وثيقة هيملر» وزعها على كبار رؤساء الجيش وضمنها آراءه فيما ينبغي اتخاذه من الوسائل والتنظيمات الكفيلة بضمان النصر عند وقوع الحرب المنتظرة، ووقف العالم على أمر هذه الوثيقة فانكشف سرها في عام 1937، وكانت وثيقة مطولة - تتألف من حوالي 15000 كلمة - تحدث فيها هيملر عن ضرورة تنظيم جماعة الحرس النازي من أصحاب القمصان السوداء
Schutz-Staffel (S. S.)
تحت قيادته، وكانوا في ذلك الحين يبلغون 200000، ثم أوضح بالتفصيل طرق تنظيمهم كما أشار إلى نوع التربية والتعليم الذي يجب اتباعه لإعداد الرجال المختارين، ثم أفرد قسما خاصا من هذا التقرير لوصف نوع المعاملة التي ينبغي أن يعامل بها أصحاب الحظ العاثر الذين يلقون في معسكرات الاعتقال، وانتقل من ذلك إلى وصف أعمال هيئة الجستابو والأسلوب الذي يجري بمقتضاه توزيع هذه الأعمال على أفرادها.
على أن أهم ما يسترعى النظر في هذه الوثيقة هو عناية هيملر الكبيرة بوصف الأخطار التي تنجم عن وجود ما سماه في تقريره بالجبهة الرابعة: أي الميدان الألماني الداخلي، فكان من أقواله عن هذه الجبهة: «لن نكون مشغولين في الحرب المستقلبة بما يحدث فقط في جبهة الجيش المقاتل برا أو في جبهة الأسطول في البحار أو في جبهة سلاح الطيران في الجو، بل سوف يكون لدينا جبهة رابعة لميدان القتال
Kriegaschauplatz
ينبغي علينا مراقبتها والعناية بأمرها، وهذه الجبهة هي ألمانيا الداخلية ... ونحن في حاجة كبيرة إلى عدد أكثر من معسكرات الاعتقال، ولقد أعطاني الزعيم (هتلر) سلطات واسعة تجعل من حقي إلقاء القبض على أي مخلوق اشتبه في أمره ... إذ يصبح ضروريا عند بداية الحرب إلقاء القبض على جماهير غفيرة ... وسوف يتحتم علينا إعدام الجمهرة العظمى من هؤلاء الأسرى السياسيين رميا بالرصاص ... ولذلك فمن الضروري أن يحتل هذه البلاد ما لا يقل عن ثلاثين فرقة من الفرق ذات شارة الجمجمة وعظام الموت
Totenkopf Surmbaenne . لأنه إذا عجزنا عن مراقبة هذه الجبهة الرابعة، جبهة الوطن الداخلية، لتعطيل نشاطها بأية وسيلة، فإن الجبهات الثلاث المقاتلة الأخرى في البر والبحر والجو سوف تصاب من الخلف بطعنة نجلاء ما في ذلك ريب.» ومن الواضح أن هيملر كان يشير في قوله هذا إلى تلك الأقصوصة التي أذاعها القائد الألماني المعروف لودندورف عقب هزيمة الجيش الألماني في الحرب العالمية الأولى؛ إذ ادعى لودندورف أن جماعة الخونة والشيوعيين هم الذين دبروا هزيمة القيصرية بفضل الثورة التي أشعلوا نيرانها في داخل البلاد خلف ظهور المحاربين في ميدان القتال. وهكذا ذكر هيملر في تلخيصه مخاطبا رجال الجيش أن من واجبهم، بل من واجب كل إنسان يشغل مركزا مسئولا، أن يدرك ما لهذا الميدان الداخلي من أهمية كبيرة؛ «إذ في هذا الميدان وحده سوف يتقرر مصيرنا عند نشوب الحرب، وعلى النجاح أو الإخفاق في هذا الميدان وحده يتوقف أمر حياتنا أو موتنا»، ثم قال: «وقد أصدر الزعيم إلي أمره لحل هذه المسألة بطريقة حازمة صارمة، كما أعطاني سلطات لا حد لها لتنفيذ أوامره.»
هذا موجز تقرير هيملر وكان من الطبيعي ألا يضيع رئيس قوة الجستابو وقته سدى في تفسير الموقف الداخلي في ألمانيا، وفي تفصيل الخطط التي يجب اتخاذها لمكافحة ما أسماه «الجبهة الرابعة» الداخلية إذا كان خطر هذه الجبهة ضئيلا، أو أن المعارضة المتوقع ظهورها في حالة نشوب الحرب ضئيلة لا وزن لها، بل إن السلطات الحكومية ما لبثت أن اتخذت بعد نشوب الحرب بعض تدابير يتضح من صرامتها ومعارضتها لمبادئ القانون والعدالة مقدار ما كانت تخشاه هذه السلطات من أخطار المقاومة الخفية. فقد أشارت إلى أحد هذه التدابير جريدة فرنكفورتر زيتونج في عددها الصادر في 21 يونية 1940 فقالت:
Halaman tidak diketahui