138

علم البديع

علم البديع

Penerbit

دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع

Nombor Edisi

بدون

Lokasi Penerbit

بيروت - لبنان

Genre-genre

صارت حنيفة أثلاثا فثلثهم ... من العبيد وثلث من موالينا فهو بعد أن ذكر أنهم أقسام ثلاثة ذكر قسمين وسكت عن الثالث، فالقسمة هنا رديئة. قيل: إن جريرا أنشد هذا البيت ورجل من حنيفة حاضر، فقيل له: من أي قسم أنت؟ فقال: من الثلث الملغى ذكره! ومن هذا النوع أيضا قول ابن القربة: «الناس ثلاثة: عاقل، وأحمق، وفاجر»، فإن القسمة هنا رديئة لعدم استيفاء أقسامها، لأن الفاجر يجوز أن يكون أحمق، ويجوز أن يكون عاقلا، والعاقل يجوز أن يكون فاجرا، وكذلك الأحمق. ٢ - دخول أحد القسمين في الآخر، كقول أمية بن أبي الصلت: لله نعمتنا تبارك ربنا ... ربّ الأنام ورب من يتأبّد فالقسمة هنا فاسدة لأن «من يتأبد ويتوحش» داخل في «الأنام». وكقول الآخر: فما برحت تومي إليك بطرفها ... وتومض أحيانا إذا طرفها غفل فالقسمان في البيت متداخلان لأن «تومي وتومض» واحد. وكقول جميل: لو كان في قلبي كقدر قلامة ... حبّا وصلتك أو أتتك رسائلي فالبيت يوهم بالتقسيم، ولكنه ليس كذلك لأن إتيان الرسائل داخل في الوصل. الالتفات لعل الأصمعي «٢١٤ هـ» أول من ذكر «الالتفات»، فقد حكى عن

1 / 142