111

Allah Reveals Himself to His Servants

الله يحدث عباده عن نفسه

Penerbit

دار النفائس للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م

Lokasi Penerbit

الأردن

Genre-genre

وقوله تعالى: ﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا﴾ أي: يجريان بحساب مقدَّرٍ مقنَّنٍ، لا يتغيَّر، ولا يضطرب، بل كلُّ منهما له منازل يسلكها في الصيف والشتاء، فيترتَّب على ذلك اختلاف الليل والنهار طولًا وقصرًا ﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ [يس: ٤٠] والحسبان جمع حسابٍ، مثل ركبانٍ وركاب، وشهبان وشهاب، وقوله ﷿ ﴿ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعزَّيزِ الْعَلِيمِ﴾ [الأنعام: ٩٦] أي: هذا الذي ذكره سبحانه من فلقه الإصباح، وجعله الليل سكنًا، وجعله الشمس والقمر حسبانًا هو تقدير الله سبحانه الذي لا يغالب ولا يمانع ولا يخالف، العليم بكلِّ شيءٍ فلا يخفى عنه شيءٌ في الأرض ولا في السماء.
٦ - جعل الله لنا النجوم لنهتدي بها في ظلمات البر والبحر:
أعلمنا الله - تعالى - أنه جعل لنا النجوم لنهتدي بها في ظلمات البرِّ والبحر ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ [الأنعام: ٩٧] وهذا مما امتنَّ الله به علينا في خلقه النجوم لنا، فسالكو القفار وراكبو البحار يهتدون بها في ظلمة الليل.
وختم سبحانه الآية بقوله: ﴿قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ [الأنعام: ٩٧] أي: قد بيَّنا الآيات التي سبق ذكرها، لقوم يعلمون شرع الله، ليتدبروها ويعرفوا الحق ويتجنبوا الباطل.

1 / 115