100

Allah Reveals Himself to His Servants

الله يحدث عباده عن نفسه

Penerbit

دار النفائس للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م

Lokasi Penerbit

الأردن

Genre-genre

والعذاب الذي تهدَّد الله به عباده قد يكون آتيًا من فوقهم كعذاب قوم لوط، وعذاب أصحاب الفيل، وقد يكون بالصيحة أو الغرق أو الريح أو الحجارة، وقد يكون من تحتهم كالخسف والزلازل، وقد يكون بتسليط بعضهم على بعضٍ.
قال الربيع بن أنسٍ: «﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا﴾ يعني: يبث فيكم الأهواء المختلفة، فتصيرون فرقًا، يقاتل بعضكم بعضًا، ويخالف بعضكم بعضًا» [التفسير البسيط: ٨/ ٢٠٤].
ومن يقرأ التاريخ بعد عهد الرسول ﷺ إلى اليوم يجد سجلًا حافلًا بما أصاب البشرية من خسفٍ وزلازل وبراكين وصواعق، وما ثار بين الناس من حروبٍ ذاق فيها بعضهم بأس بعضٍ، وقد وقع في هذه الأيام التي أكتب فيها تفسير هذه الآية [يوم الجمعة، الثامن من ربيع الأول عام ١٤٣٢ هـ الذي يوافقه الحادي عشر من شباط (مارس) ٢٠١١] زلزالٌ عظيم في اليابان، لم تصب بمثله تلك الديار منذ مائة وخمسين عامًا، وقد امتدَّت آثاره إلى دول كثيرة مجاورةٍ، وارتفعت أمواج البحر في بعض مدن اليابان إلى عشرة أمتار، ودخلت مياه البحر إلى العمران، وسقط ألوف القتلى، وانهارت العمارات، وخربت الأسواق، وثارت الحرائق، وأصبحت بعض المحطات الكهربائية النووية في خطر.
وقد دعا رسول الله ﷺ لأمته أن لا يصيبها بالعذاب، فأعطاه اثنتين، ومنعه واحدة، ففي صحيح مسلم عن عامر بن سعد، عن أبيه، أنَّ الرسول ﷺ أقبل ذات يومٍ من العالية، حتى إذا مرَّ بمسجد بني معاوية، دخل فركع فيه

1 / 104