Allah, Alam Semesta, dan Manusia: Pandangan dalam Sejarah Pemikiran Agama
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
Genre-genre
هذا ويحفل النص التوراتي بالإشارات إلى ترويض يهوه لمياه البحر: «أنت متسلط على كبرياء البحر، عند ارتفاع لججه أنت تسكنها» (المزمور: 89: 9). «صوت الرب على المياه ، إله المجد أرعد، الرب فوق المياه الكثيرة» (المزمور: 29). وها هو يفتخر في سفر أيوب بقهره للبحر: «ومن حجز البحر بمصاريع حين اندفق فخرج من الرحم؛ إذ جعلت عليه حدي وأقمت له مغاليق ومصاريع وقلت له: إلى هنا تأتي ولا تتعدى، وهنا تتخم كبرياء لججك» (أيوب، 38: 9-10).
ومن جملة فعالياته في ترويض البحر قتله للتنين البحري المدعو لواياتان، وهو التنين نفسه الذي صرعه الإله بعل. نقرأ في النص الأوغاريتي: «والآن تريد أن تقتل لوتان الحية الهاربة، الآن تريد أن تجهز على الحية المتحوية ذات الرءوس السبعة» (من ملحمة بعل وعناة). ونقرأ في النص التوراتي: «في ذلك اليوم يعاقب الرب بسيفه القاسي الشديد لواياتان الحية المتحوية، ويقتل التنين الذي في البحر» (إشعيا، 27 : 1). وفي موضع آخر من النص التوراتي نقرأ: «أنت شققت البحر بقوتك، وكسرت رءوس التنانين على المياه، أنت رضضت رءوس لواياتان» (المزمور، 74).
ومن جهة أخرى فقد استولى يهوه على وظائف بعل الإخصابية، وادعى لنفسه لقب بعل الرئيسي وهو راكب السحاب الذي يرد مرارا في ملحمة بعل وعناة. نقرأ في المزمور 104: «الجاعل السحاب مركبته، الماشي على أجنحة الريح» (المزمور: 104: 2). وكما كانت غيوم البعل تسقي الأرض العطشى لتنبت زرعا للإنسان، كذلك هو يهوه: «الساقي الجبال من علاليه، من ثمر أعمالك تشبع الأرض، المنبت عشبا للبهائم وخضرة لخدمة الإنسان، لإخراج خبز من الأرض» (المزمور: 104: 13-14). كما ادعى لنفسه أسلحة البعل وهي البرق والرعد والصاعقة، وهي أدوات إخصابية وقتالية في آن معا؛ فالبعل يزمجر بصوته من السماء فيشتت أعداءه، على ما نقرأ في نصوص أوغاريت، وكذلك يهوه عندما يرعد ويقدح بروقه ويلقي صواعقه، على ما نقرأ في المزمور: 18: «طأطأ السماوات ونزل وضباب تحت رجليه ... أرعد الرب من السماوات، والعلي أعطى صوته بردا وجمر نار، أرسل سهامه فشتتهم وبروقا كثيرة أزعجتهم» (المزمور: 18: 9-13). وأيضا: «صوت الرب على المياه، إله المجد أرعد، الرب فوق المياه الكثيرة، صوت الرب بالقوة، صوت الرب بالجلال ... صوت الرب يقدح لهب نار، صوت الرب يزلزل البرية» (المزمور، 29). (س):
شخصية الإله التوراتي إذن هي شخصية بالغة التركيب وفق ما قدمته في حديثك! (ج):
نعم؛ فهي تحتوي على أربعة مستويات: (1)
المستوى الأول وهو أقدمها، ينتمي إلى إله المناطق الصحراوية الجنوبية، وهو إله بركاني يتجلى في ثورة البراكين وقوتها التدميرية، ومنه اكتسب الإله التوراتي طبعه الغضوب وهيجانه الدائم وميله إلى العنف والانتقام، وردود أفعاله التلقائية؛ فهو لا يفكر ثم يفعل، وإنما يفعل ثم يفكر بنتائج عمله؛ ولهذا كان يندم في كثير من الأحيان على ما قدمت يداه. (2)
المستوى الثاني وينتمي إلى كبير الآلهة الكنعانية إيل إله السماء، وهو ألوهة خالقة وحافظة لخلقها، مهيبة وجليلة، مفارقة للعالم، ولكنها في الوقت نفسه رحيمة وحنونة على مخلوقاتها. (3)
المستوى الثالث وينتمي إلى الوجه الأول للبعل، باعتباره ربا للظواهر الطبيعانية المولدة لخصب الأرض. (4)
المستوى الرابع وينتمي إلى الوجه الثاني للبعل، وهو وجه المحارب الذي يستخدم الظواهر الطبيعانية نفسها في محاربة خصومه.
وعلى الرغم من أن المستوى الثاني الذي ينتمي إلى كبير الآلهة إيل كان الأبرز في تشكيل صورة الله في الأديان اللاحقة، إلا أن بقية المستويات بقيت قابعة في خلفية هذه الصورة. (س):
Halaman tidak diketahui