Allah, Alam Semesta, dan Manusia: Pandangan dalam Sejarah Pemikiran Agama
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
Genre-genre
ولكن الاسم إيل لم يرد في القرآن الكريم، أو في الحديث النبوي الشريف في معرض الإشارة إلى الله، فمن أين جاء أهل القواميس بهذه البدعة؟ (ج):
ليست بدعة؛ فنحن لو قرأنا التوراة بلغته الأصلية لوجدنا أن الإله التوراتي يدعى أحيانا بالاسم إيل، وهي كلمة سورية كنعانية قديمة تعني إله، وهي في نفس الوقت اسم علم لكبير الآلهة الكنعانية. وهنالك كلمة أخرى يستخدمها المحرر التوراتي في الإشارة إلى إلهه وهي إيلوهيم، والكلمة هي صيغة جمع من إيل، والمقصود بها أن الإله يهوه يجمع في شخصه قوى الآلهة طرا ويعبر وحده عن مفهوم الألوهة المطلقة. وقد استخدمت كلمة إيلوهيم في القرآن الكريم في معرض الإشارة إلى الذات الإلهية وذلك بصيغة اللهم:
قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء (آل عمران: 26).
اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء (المائدة: 114). (س):
وكيف اكتسب يهوه اسم إيل على ما بينهما من تباعد؟ (ج):
لم يكن يهوه إلها قديما في فلسطين، وقد وفد إلى المناطق الهضبية التي قامت عليها مملكتا إسرائيل ويهوذا فيما بعد، وجاءت به جماعة رعوية كانت تتجول في مناطق الصحاري الجنوبية قبل أن تستقر وتتحول إلى الزراعة، وذلك في زمن ما من مطلع عصر الحديد الأول (1200-1000ق.م). وقد حفظ لنا محررو التوراة موروثات قديمة تنبئنا عن موطنه السابق، ومنها: «يا رب بخروجك من سعير، بصعودك من صحراء آدوم ارتعدت الأرض» (القضاة، 5: 4). وصحراء آدوم هنا هي المنطقة الجرداء الوعرة الممتدة بين البحر الميت وخليج العقبة، أما سعير فتقع في الطرف الشمالي الغربي من جزيرة العرب. وأيضا: «الرب جاء من سيناء وأشرق لهم من سعير» (التثنية: 33). ويبدو أنه كان إلها بركانيا على ما يبدو لنا من مشهد نزوله على جبل سيناء للقاء موسى: «وكان جبل سيناء كله يدخن من أجل أن الرب نزل عليه بالنار، وصعد دخانه كدخان الأتون وارتجف الجبل جدا» (الخروج، 19: 18). وخلال مسيرته الطويلة التي انتهت بأن يكون الإله الرئيسي لمملكتي إسرائيل ويهوذا، حاول كهنته إيجاد موطئ قدم له في أرض حاشدة بالآلهة عن طريق المطابقة بينه وبين إيل كبير آلهة كنعان. وبهذه الطريقة تسرب الاسم إيل أو إيلوهيم إلى نصوص التوراة. ولكن عملية الترجمة من العبرية إلى اللغات الأخرى أخفت الصيغة الأصلية للاسم؛ فالترجمة اليونانية وهي أولى الترجمات، استخدمت كلمة «ثيوس» كمقابل لإيل، والتي تعبر عن مفهوم الألوهة المطلقة، والترجمة الفرنسية استخدمت كلمة «ديو» والإنكليزية استخدمت
God
والعربية كلمة الله. (س):
ولكن الاسم وحده لا يكفي لإحداث المطابقة المطلوبة بين الإلهين. (ج):
هذا صحيح؛ ولذلك فقد سارت المطابقة أبعد من ذلك، واشتملت على ألقاب إيل الكنعاني التي تنطوي على صفاته، ومنها: (1)
Halaman tidak diketahui