Allah, Alam Semesta, dan Manusia: Pandangan dalam Sejarah Pemikiran Agama
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
Genre-genre
هذه المحاكمة التي يقيمها أوزوريس للموتى لا علاقة لها بفكرة القيامة العامة للموتى على ما فهمت من حديث سابق لك! (ج):
نعم؛ فالتاريخ في الديانة المصرية هو تاريخ مفتوح ولم يكن لديهم تصور عن نهاية الزمن، والقيامة هنا هي قيامة فردية، وأحداثها تشبه إلى حد بعيد ما وجدناه في الزرادشتية، ولها مقدمات في وظائف الإله أوزوريس. فقد كان أوزوريس تجسيدا للعدالة الإلهية، وكقاض للعالم الأسفل كان يحتفظ بسجل للأقدار دونت فيه آجال كل البشر وأوقات مماتهم، وسجل آخر يسمى سجل المصائر يشرف عليه الإلهان تحوث وشيشيتا اللذان يدونان الأعمال الصالحة والأعمال السيئة لكل إنسان، ويحفظانها إلى يوم الحساب لتعرض على الميت عندما يقف أمام الميزان في قاعة العدالة؛ فعندما يفلح الميت في عبور المفازات المرعبة التي تفصل بين عالمي الأحياء والأموات، يلقاه الإله أنوبيس الذي يحمل رأس ابن آوى ويقوده إلى قاعة العدالة التي يتصدرها أوزوريس جالسا على عرشه، وأمامه ميزان كبير منصوب يقف قربه الإله تحوث إله الحكمة والكتابة في هيئة القرد، والوحش عم-ميت آكل الموتى الذي يلتهم الموتى الذين ثبتت إدانتهم. وعلى طول جدار القاعة يصطف آلهة الأقاليم المصرية وعددهم 42، ولدى مرور الميت أمامهم يعلن براءته من 42 خطيئة لم يرتكبها في حياته. وعندما يقف أمام الميزان يقوم أنوبيس بوزن أعماله، فإذا وجد مذنبا انقض عليه الوحش عم-ميت والتهمه، وإذا وجد بريئا يقاد إلى جنة أوزوريس، وهي عبارة عن أرض خصبة تقع وراء الأفق الغربي، تتخللها شبكة من القنوات المائية العذبة، وفيها ينمو الزرع والشجر من كل نوع، وهناك تعيش أرواح الصالحين خالدة إلى الأبد. (س):
هل وردت فكرة الجنة الأخروية قبل ذلك في أي ميثولوجيا خارج الميثولوجيا الأوزيرية؟ (ج):
لا، وكذلك فكرة الحساب وميزان الأعمال التي نجدها أيضا في الزرادشتية مثلما هي في الأوزيرية؛ فبعد أن يودع الميت في القبر وفق التصورات الزرادشتية تمكث روحه عند رأسه ثلاث ليال تتأمل في حسناتها وسيئاتها، وخلال ذلك يزورها ملائكة الرحمة إذا كانت من الأخيار فيواسونها، أو شياطين العذاب إذا كانت من الأشرار فيسومونها سوء العذاب، وبعد ذلك تقاد إلى جلسة الحساب التي يرأسها ميترا رئيس فريق ملائكة الأهورا، وعن يمينه ويساره يقف مساعداه سراوشا وراشنو اللذان يقومان بوزن أعمال الميت بميزان الحساب، فمن رجحت كفة خيره كان مآله الفردوس ومن رجحت كفة شره كان مآله هاوية الجحيم. بعد ذلك تتجه الروح لتعبر صراط المصير، وهو جسر يتسع أمام الروح الطيبة فتسير فوقه الهوينى وتعبر إلى الجهة الأخرى المؤدية إلى الفردوس، ولكن الجسر يضيق أمام الروح الشريرة فتتعثر وتسقط لتتلقفها هاوية الجحيم، أما من تساوت حسناته وسيئاته فيعبر الصراط إلى مكان وسط حيث يستمر في وجود شبحي كظل بلا إحساس. (س):
اليهودية، وهي الأولى زمنيا بين الأديان الإبراهيمية، ماذا أخذت من الزرادشتية؟ (ج):
إذا استثنينا خلق النور في اليوم الأول من قصة التكوين التوراتية، فإن هذه القصة تسير على خطى القصة الزرادشتية بحيث تناظر أيام الخلق السبعة مراحل الخلق السبعة وما تم فيها من فعاليات. وعلى الرغم من أصالة قصة خلق الإنسان في الرواية التوراتية وإسكانه في جنة عدن، إلا أن بعض العناصر الرئيسية في قصة الجنة لها ما يناظرها في الرواية الزرادشتية؛ مثل شجرة كل البذور، وشجرة الحياة الخالدة، والنهر الذي يخرج من الجنة، على ما بينت سابقا. وهنالك ملمح ثانوي يتعلق بستر عري الزوجين الأولين؛ ففي القصة التوراتية صنع الرب لآدم وزوجته أقمصة من جلد وألبسهما إياها (سفر التكوين، 3: 20). وفي القصة الزرادشتية يصنع الملائكة ثيابا من جلد ويلبسونها للزوجين الأولين ماشيا وماشيو. وقد كانت فكرة المسيح المنتظر الذي يأتي في آخر الزمان أهم ما أخذته اليهودية عن الزرادشتية ولكن بعد إفراغها من مضمونها الأصلي؛ فالمخلص الزرادشتي يأتي في آخر الزمان ليقود الحرب الأخيرة ضد الشيطان، أما في اليهودية فيأتي ليحارب أعداء بني إسرائيل، ويقيم مملكة يهوه على الأرض.
ولسبب غير مفهوم تبنت اليهودية الكثير من بنود الشريعة الزرادشتية المتعلقة بالمأكل والمشرب والطهارة والنجاسة، وهي أمور لم تعرفها الثقافة المشرقية كشأن ديني وإنما كأعراف اجتماعية، وبالحد الأدنى المطلوب. وأقول لسبب غير مفهوم لأن للشريعة الزرادشتية منطقا ينسجم مع مبادئها الاعتقادية عن مسئولية الشيطان عن كل ما يمت إلى عالم الموت بصلة؛ مثل العفونة والقذارة والروائح الكريهة وأنواع معينة من الحشرات والحيوانات. أما الشريعة التوراتية فلا تستند إلى أي مرجعية اعتقادية وتبقى أقرب إلى مفهوم التابو غير المفسر، ولكي أعطي مثلا عما أقوله هنا، أقتبس من سفر اللاويين هذا النموذج البسيط من مئات المحرمات التي تحتويها شريعة التوراة: «هذه هي الحيوانات التي تأكلونها من جميع البهائم على الأرض؛ كل ما شق ظلفا وقسمه ظلفين ويجتر من البهائم فإياه تأكلون، إلا هذه فلا تأكلوها؛ الجمل لأنه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم، والأرنب لأنه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم، والخنزير لأنه يشق ظلفا ويقسمه ظلفين لكنه لا يجتر فهو نجس لكم، من لحمها لا تأكلوا وجثثها لا تلمسوا» (سفر اللاويين، 11: 1-8). (س):
دعنا نوسع دائرة التشابه قليلا ونقول: إذا كان الإله التوراتي لا يشبه الإله الزرادشتي، فهل من شبه ما بآلهة الشرق القديم الوثنية؟ (ج):
سؤالك في مكانه؛ لأنني كنت أود التحدث عن تاريخ الإله يهوه الذي شاءت له الأقدار أن يرتقي إلى مرتبة الله في العقائد اللاحقة. وهذا التاريخ يوضح دين اليهودية للوثنية المشرقية من جهة، ومن جهة أخرى يكشف عن الطبيعة الانتقالية لشخصية يهوه من حيث كونه في نقطة الوسط بين المفهوم الوثني عن الألوهة، وبين مفهوم الله.
دعني أبدأ من المدخل التالي، إذا راجعت القواميس العربية القديمة، وبحثت عن معنى كلمة «إيل» لوجدت أنها تعني اسم الله تعالى (راجع على سبيل المثال قاموس المحيط، فصل اللام، باب الألف). (س):
Halaman tidak diketahui