Allah, Alam Semesta, dan Manusia: Pandangan dalam Sejarah Pemikiran Agama
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
Genre-genre
هذا عن الإسلام. فماذا عن المسيحية من حيث كونها قوة دافعة؟ (ج):
لقد شهدت المسيحية فترة قصيرة من الإبداع والحيوية؛ فخلال القرن الأول الميلادي دونت الأناجيل تباعا، ولم تكن تقتصر على الأناجيل الأربعة المعروفة، كما قام بولس الرسول بكتابة رسائله الأربع عشرة وبثها في الكنائس حديثة الولادة، ودونت رسائل أخرى عزيت إلى بعض تلاميذ يسوع؛ مثل يوحنا، وبطرس، ويعقوب. وقد أنجز هؤلاء مؤلفاتهم بمبادرات شخصية ومن دون تكليف من أحد أو وصاية من مؤسسة دينية. ويظهر الطابع الحر والتلقائي لهذه المؤلفات من اختلاف وجهات نظر مؤلفيها بخصوص سيرة يسوع وتعاليمه، والتي تعزى إلى أن كل مؤلف كان يعمل في استقلال عن الآخر ودون مرجعية توجه عمله، وربما لم يكن على دراية بما أنجزه الآخرون، ولكن في آخر القرن الثاني الميلادي قامت كنيسة روما التي صارت أم الكنائس جميعا باختيار مجموعة من النصوص التي تم إنتاجها في فترة الإبداع، واعتبرتها وحدها أصلية وقانونية، وجمعتها في كتاب واحد، أما بقية النصوص فقد اعتبرت زائفة ومنحولة. وبذلك ظهر الكتاب المقدس المسيحي لأول مرة تحت اسم العهد الجديد. هذه العملية كانت بداية للانتقال من مرحلة الحيوية والانفتاح إلى مرحلة الجمود والأيديولوجيا. وقد تكرست هذه المرحلة في مطلع القرن الثالث الميلادي، عندما أقر مجمع نيقية الذي انعقد في مدينة بهذا الاسم في آسيا الصغرى قانون الإيمان المسيحي، الذي حسم كثيرا من الخلافات بين رجال الدين وعلى رأسها مسألة طبيعة المسيح. وبذلك دخلت المسيحية في نفق الجمود والتحجر، وتمت مصادرة العقل لصالح أيديولوجيا، كانت مناقشة أي بند من بنودها هرطقة تستوجب المحاكمة. وقد تجلى هذا الجمود بأوضح أشكاله في الموقف العدائي الذي اتخذته الكنيسة من العلم والفلسفة. (س):
هل نستطيع القول إذن بأن المسيحية كانت وراء أفول روما ودخول أوروبا في العصور الوسطى؟ (ج):
عندما صارت المسيحية دينا رسميا للإمبراطورية الرومانية نحو عام 317م، كانت عوامل الضعف والانحلال بادية على الإمبراطورية، وما لبثت طويلا حتى انقسمت إلى إمبراطورية شرقية وأخرى غربية. ومنذ مطلع القرن الخامس الميلادي تعرضت الإمبراطورية الغربية لغزوات البرابرة القادمين من آسيا الوسطى؛ فعوامل الانحلال كانت عديدة، ولكن بعض المؤرخين يعزون إلى المسيحية الدور الرئيسي في توقف النبض الحضاري في أوروبا؛ ولهذا فقد ختم المؤرخ جيبون كتابه الشهير «انحلال وسقوط الإمبراطورية الرومانية» بقوله: «لقد وصفت انتصار البربرية والدين.» (س):
هل يمكننا القول بأنه كان من الأفضل للحضارة لو أنها بقيت على الوثنية؟ (ج):
لو قلت نعم لكنت مجحفا بعض الشيء. كل ما يمكنني قوله هو أن الوثنية كانت حاضنة ملائمة لنمو وتفتح الحضارة. (س):
ما هو السبب وراء وجود زمرة من الأديان يتشابه فيها شكل الخطاب الديني كما تتشابه أساطيرها أيضا؟ (ج):
هناك نوعان من التشابه بين أساطير الشعوب؛ النوع الأول ذو طابع عالمي ويعزى إلى وحدة اللاشعور الجمعي الإنساني من جهة، وإلى الآلية الواحدة التي يعمل بها عقل البشر من حيث انتماؤهم إلى جنس الإنسان العاقل. ولدينا أمثلة عديدة على هذا النوع من التشابه؛ مثل دمار العالم بطوفان كبير أو نار سماوية ثم عودته سيرته الأولى، ومثل خلق العالم من أشلاء إله قتيل، وموت إله آخر من أجل تجديد الطبيعة. أما النوع الثاني فيحصل بين أديان نشأت في حاضنة ثقافية واحدة؛ فالدين ظاهرة ثقافية ، وهو ينشأ في بيئة ثقافية معينة تطبعه بطابعها؛ فالبوذية التي تنكر العالم ويتركز سعي الفرد فيها على الخلاص منه، قد نشأت في الهند التي تتسم عقائدها بإنكار العالم، ولم تنشأ في الصين أو اليونان حيث تتسم العقائد بالتوكيد على الحياة في هذا العالم، وعدم نشدان حياة أخرى بعد الموت.
ولعل المثال الأوضح على النوع الثاني من التشابه هو تلك العروة الوثقى التي تجمع أديان الشرق الأوسط المتأخرة في زمرة متميزة ولا شبيه لها في تاريخ الدين، وأعني بها الزرادشتية والمانوية والمسيحية واليهودية والإسلام؛ فلقد كانت الزرادشتية الأبكر في الظهور، وهي التي قدمت عددا من الأفكار الجديدة على تاريخ الأديان، دخلت بعد ذلك في صلب عقائد وطقوس الأديان اللاحقة. ومن أهم تلك الأفكار: التوحيد، والمبدأ الكوني للشر (= الشيطان)، ونهاية التاريخ، والقيامة العامة للموتى، وصراع ملائكة الخير مع جند الشر.
ويطرح الإسلام نفسه كنموذج لانتماء الدين إلى حاضنة ثقافية بعينها؛ لأنه صهر هذه الديانات الشرق أوسطية في بوتقة واحدة، وخرج بتركيب جديد كل الجدة لا يشبه أيا منها. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه السمة الفريدة للإسلام في أكثر من موضع، فقد خاطب بني إسرائيل بقوله:
Halaman tidak diketahui