Allah, Alam Semesta, dan Manusia: Pandangan dalam Sejarah Pemikiran Agama
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
Genre-genre
هذه الغنوصية المبكرة التي نشأت في وسط وثني ثم شقت لنفسها طريقا خاصا، كيف تحولت إلى غنوصية مسيحية؟ (ج):
الغنوصية المسيحية هي التيار الغنوصي الرئيسي الذي عاش طويلا. أما عن نشوئها فلي في ذلك نظرية خاصة لا تتفق مع نظريات بقية الباحثين؛ فأنا أرى أن حلقة فكرية يهودية توسطت بين الغنوصية المبكرة والغنوصية المسيحية، وقد جرى ذلك على مرحلتين؛ ففي البداية نشأت شيعة يهودية ضاقت ذرعا بالمدى الذي بلغه تشخيص الألوهة في التوراة، وتبنت من الكتاب موقفا تأويليا، فقالت بوجود إله آخر إلى جانب يهوه يدعى يوئيل يجلس على عرش قرب عرشه، ويلعب دور الوكيل، وهو الذي تشير إليه نصوص الكتاب بملاك الرب، وقالوا إن كل الصور التشخيصية ليهوه يجب أن تعزى إلى الإله الوكيل. وهذه هي المرحلة الأولى التي وصلتنا عنها أخبار من ذلك العصر. المرحلة الثانية فافتراضية؛ إذ ليس من المستبعد أن تكون هذه الشيعة التي نشأت في الإسكندرية أو غيرها قد طورت مفهوم الإله الوكيل إلى نتيجته المنطقية بأن عزت إليه مهمة خلق العالم، وتصورت وجود إله خفي أعلى يسمو فوق ثنائيات الكون. ومن أجل التخلص من سطوة الشريعة اليهودية التي لم تعد مقبولة في ثقافة عالمية منفتحة مثل ثقافة الإسكندرية، فقد آمنوا بمسيحانية يسوع الذي حرر أتباعه من الشريعة، ثم إن فكرهم التقى بفكر مسيحيين منشقين لم يكونوا راضين عن تفسير الأناجيل لسيرة يسوع، وعن هؤلاء نشأت حلقات المسيحية الغنوصية. (س ):
مع الأخذ بعين الاعتبار ما ذكرت، ألا يمكن أن تكون الغنوصية المسيحية قد تطورت ضمن حلقات مسيحية ؟ (ج):
أستبعد ذلك بسبب توكيد الطوائف الغنوصية المسيحية كلها على نقد الشريعة اليهودية ونبذها، حتى إن بعض المعلمين يرونها وسيلة الديميرج الخالق لإبقاء الإنسان في حجب الجهل التي تمنعه من اكتشاف حقيقة أصله. وفي هذا المجال أذكر ما يروى عن أتباع المعلم باسيليد قولهم: لم نعد يهودا ولم نصبح مسيحيين. (س):
فيما عدا فكرة الديميرج، ما هي الفوارق الأساسية بين المسيحية والمسيحية الغنوصية؟ (ج):
المسيحية القويمة كما تدعو نفسها (من أجل التمييز بينها وبين الهرطقة الغنوصية) تنظر إلى الله على أنه كيان مفارق على كل صعيد، والهوة عميقة بينه وبين الإنسان، ولا يمكن عبورها إلا من خلال الإيمان بيسوع المسيح ربا ومخلصا؛ أي إن المسيح هو شفيع الإنسانية الوحيد لدى الله، وكل علاقة مع الله تمر عبر المسيح. أما المسيحية الغنوصية فترى أن قنوات الاتصال بين الإلهي والإنساني مفتوحة من خلال معرفة النفس التي توصل إلى معرفة الله، وبذلك فإنها تحل العرفان محل الإيمان كوسيلة للخلاص؛ ولذلك فإن النصوص الغنوصية لا تتحدث عن الخطيئة والتوبة، وإنما عن حالة الجهل والنوم التي يكون فيها غير العارفين، وعن حالة اليقظة والاستنارة التي يصير إليها العارفون. ويسوع قد جاء إلى العالم كمعلم روحي وكمرشد على طريق العرفان، ولم يأت ليفدي العالم من الخطيئة الأصلية ويصالح البشرية مع الله. وترى المسيحية القويمة أن يسوع هو ابن الله بطريقة فريدة لن تتكرر؛ ولذلك فإنه يبقى نسيج وحده ومتميزا عن بقية البشر، أما المسيحية الغنوصية فترى أن كل من حقق العرفان يتحول إلى مسيح. وبذلك تبدو الغنوصية أقرب إلى البوذية حيث يغدو المستنير بوذا بعد أن يكتسب البوذوية أو طبيعة البوذا. (س):
هل توافرت لدينا معلومات عن المسيحية الغنوصية وهي في طور التشكل؟ (ج):
لعل أفكار
Marcion ، أو مارقيون كما يدعوه المؤلفون المسلمون، هي المعبر الأوضح عن تلك الحلقة الوسيطة بين المسيحية القويمة والمسيحية الغنوصية؛ فقد كان مارقيون في شبابه عضوا في الكنيسة القويمة، لكنه انشق عنها وأخذ بتكوين عقيدته الخاصة المتلونة بالغنوصية والتي تسببت أخيرا بحرمانه من الكنيسة عام 144م؛ فقد أخذ مارقيون عن الغنوصية فكرة الديميرج، وقال إن خالق هذا العالم ليس الآب السماوي الذي بشر به يسوع المسيح بل يهوه إله التوراة، وهو الذي خلق الإنسان وفرض عليه الشريعة التي كانت بمثابة لعنة. وهذا الإله الذي يقول مارقيون إنه يعرفه حق المعرفة، لا يستحق الطاعة والعبادة التي يطلبها، وهو ليس أبا ليسوع كما يعتقد المسيحيون. أما الآب السماوي الذي يدعوه مارقيون بالإله المتعالي والإله المجهول، فليس له علاقة بكل ما يجري في العالم لأنه ليس صانعه، وهو لم يتدخل في أمور هذا العالم إلا بأن أرسل ابنه يسوع المسيح الذي هبط من السماء إلى هذا العالم التافه وصلب من أجل الإنسان الذي أحبه وأراد له الخلاص. وعلى عكس الغنوصية التقليدية فإن مارقيون لا يعتقد بأن روح الإنسان هي قبس من نور الله بل هي من صنع الديميرج أيضا؛ ولذلك فإن خلاصه يعتمد على الإيمان بيسوع لا على العرفان المحرر. (س):
المسيحية القويمة تستمد أفكارها من الأناجيل الأربعة ومن رسائل بولس، ولكن من أين تستمد المسيحية الغنوصية أفكارها؟ (ج):
Halaman tidak diketahui