الغفلة
الغفلة
Penerbit
مطبعة سفير
Lokasi Penerbit
الرياض
Genre-genre
المبحث الأول: مفهوم الغفلة لغة، واصطلاحًا:
الغفلة لغة: مصدر غَفَل يغفل غفولًا وغفلةً: تركه وسهى عنه، وأغفلتَ الشيء: تركته غَفَلًا وأنت له ذاكرًا، والتغافل والتغفّل: تعمُّد الغفلة، والغُفلُ: من لا يرجى خيره ولا يخشى شره، وما لا علامة فيه (١)، وفي الحديث: «من اتبع الصيد غفل» (٢)، أي: يشتغل به قلبه ويستولي
_________
(١) لسان العرب لابن منظور ١١/ ٤٩٧، والقاموس المحيط، للفيروزآبادي، ص١٣٤٣.
(٢) وتمام الحديث: عن أبي هريرة ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلاطين افتتن، وما ازداد عبد من السلطان قربًا إلا ازداد من الله بعدًا». [أحمد في المسند ٢/ ٣٧١، ٤٤٠، وأبو داود، برقم ٢٨٦٠، وحسن إسناده العلامة الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ٣/ ٢٦٧، برقم ١٢٧٢. وللحديث شاهد عن ابن عباس ﵄ عن النبي ﷺ أنه قال: «من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلاطين افتتن» [النسائي، برقم ٤٣٠٩، وأبو داود بلفظه، برقم ٢٨٥٩، والترمذي برقم ٢٢٥٦، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، ٢/ ٥٥٢، وفي غيره.
* ومعنى قوله ﷺ: «من اتبع الصيد غفل» أي لازم اتباع الصيد، والاشتغال به، غفل عن طاعة الله؛ لأن قلبه يشتغل به، ويستولي عليه، حتى يصير فيه غفلة، وربما =
= يغفل عن الجمعة والجماعة، أما من احتاج إلى ذلك ولم يشغله عن طاعة الله ﷿، فلا يدخل فيه، والله أعلم.
* ... قوله ﷺ: «من سكن البادية جفا: أي غلظ قلبه وقسا؛ لأن سكان البادية لا يخالطون العلماء إلا قليلًا، فلا يتعلمون مكارم الأخلاق، ورأفة القلب على صلة الأرحام والبر، والغالب عليهم أن طباعهم كطباع الوحوش؛ لقلة علمهم، ولبعدهم عن الناس.
* قوله ﷺ: «من أتى أبواب السلاطين افتتن» أي صار مفتونًا في دينه؛ لأنه إن وافقه في كل ما يأتي ويذر فقط خاطر على دينه، وإن خالفه فقد خاطر على دنياه، ولا شك أن المحذور في ذلك: الموافقة على ما لا يرضي الله ﷿، أو الطمع الزائد في الدنيا، أما من دخل عليهم من باب النصح والتعاون على البر والتقوى، والحذر [والتحذير] من كل ما نهى الله عنه ورسوله ﷺ، فهذا من أعظم القربات، ومن أفضل الجهاد؛ لقوله ﷺ: «الدين النصيحة» قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم» [رواه مسلم برقم ٥٥]، وقال ﷺ: «أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر» أو «أمير جائر» [أبو داود، برقم ٤٣٤٤، والترمذي برقم ٢١٧٤ بلفظ: «إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر» وابن ماجه برقم ٤٠١١ بلفظ أبي داود إلا أنه لم يذكر كلمة أو «أمير» والحديث صححه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب ٢/ ٥٧٣]. وانظر في شرح المعاني السابقة: تحفة الأحوذي للمباركفوري ٦/ ٥٣٢، وفتح الملك المعبود تكملة المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود، لأمين محمود خطاب السبكي ٣/ ١١٧، وعون المعبود شرح سنن أبي داود، لمحمد شمس الحق، ٨/ ٦١].
1 / 5