Teka-Teki Sejarah Yang Menghairankan: Penyelidikan Menarik Mengenai Kejadian Paling Misteri Sepanjang Zaman
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
Genre-genre
ولكن على الرغم من أن لاس كاساس وفرديناند كولومبوس لم يكن لديهما أي شكوك بشأن وجهة كولومبوس المقصودة، فقد أدرج كلاهما قصة ألقت ضوءا مختلفا تماما على «مغامرة» كولومبوس. كان أول ظهور للقصة في شكل مطبوع في عام 1539، في تاريخ جونثالو فيرنانديث دي أوبييدو عن اكتشاف أمريكا. وبحسب رواية أوبييدو لها، أبحرت سفينة في طريقها من البرتغال إلى إنجلترا وسط طقس سيئ وجرفت بعيدا نحو الغرب، لتصل في النهاية إلى بعض الجزر المأهولة بأناس عراة. وأثناء رحلة العودة، مات الجميع عدا القبطان. وجرفته الأمواج إلى شاطئ جزيرة ماديرا، حيث كان كولومبوس يعيش أحيانا خلال مطلع ثمانينيات القرن الخامس عشر. وسرعان ما توفي القبطان أيضا، ولكن قبيل وفاته مباشرة كان قد رسم خريطة تبين أين كان وأعطاها لكولومبوس.
إذا كانت قصة «القبطان المجهول» حقيقية، فإن كولومبوس إذن لم يبحر إلى المجهول العظيم مدعوما فقط بنظرية غير موثقة. فإذا كان لديه خريطة، فقد كان لديه فكرة جيدة إلى حد ما عن وجهته؛ وسبب مقنع للغاية للتشكك في أنها لم تكن جزر الهند. ولكن أوبييدو، أول من روى القصة، استنتج أنها على الأرجح لم تكن حقيقية، ولم يصدقها فرديناند كولومبوس كذلك. أما لاس كاساس، فكان أكثر سذاجة وسرعة في تصديقها نوعا ما، بالنظر إلى أن القصة كانت متداولة على نطاق واسع، ولكن ذلك بالتأكيد لم يزعزع اعتقاده بأن كولومبوس كان يبحث عن جزر الهند. وقد اتبع المؤرخون اللاحقون خطاهما بإنكارهم للقصة، إن ذكروها من الأساس.
وما كان مطلع القرن العشرين حتى وجد القبطان المجهول نصيره. •••
كانت أطروحة هنري فيجنود المذهلة، التي عرضت بجرأة في عدد من الكتب التي نشرت في أوائل القرن العشرين، تتمثل في أن كولومبوس لم يكن ينوي الذهاب إلى جزر الهند مطلقا، وأن القبطان المجهول أخبر كولومبوس بشأن أمريكا، فأراد تلك الأراضي لنفسه. ومن منطلق معرفته الشديدة بأن جزر الهند كانت بعيدة عن متناوله، اخترع قصة «مغامرته» لمجرد ضمان ألا يسبقه أحد إلى أمريكا. وما إن ترسخت خرافة كولومبوس، بحسب زعم فيجنود، لم يجرؤ المؤرخون على تحديها؛ خوفا من أن «تختزل المهمة العظيمة التي نظمها، كما أكد كولومبوس، من أجل تنفيذ فكرة علمية ... إلى أبعاد رحلة استكشافية عادية.»
بعبارة أخرى، كان كولومبوس كاذبا؛ ولم يكن القبطان المجهول - وفقا لفيجنود وأتباعه - هو الشيء الوحيد الذي كذب بشأنه.
كانت اليوميات مزيفة، أو على الأقل أعيدت صياغتها وزورت بما يكفي (إما على يد كولومبوس أو لاس كاساس) لإخفاء الدافع الحقيقي لكولومبوس. وكذلك زورت مراسلات توسكانيلي (إما من قبل كولومبوس أو نجله)؛ ففي النهاية، كان الدليل الوحيد على رسائلهما أحدهما للآخر في ترجمة فرديناند، وهي ترجمة معتمدة إن كانت موجودة من الأساس.
كذلك أبرز المشككون أمثال فيجنود بعض الوثائق الخاصة بهم، التي كانت حتى هذا الوقت متجاهلة أو على الأقل منحاة جانبا. وكان أهم هذه الوثائق العقد المبرم بين كولومبوس والملك والملكة الإسبانيين، والمعروف باسم «الامتيازات». تطرقت اتفاقية الامتيازات إلى قدر كبير من التفاصيل بشأن نصيب كولومبوس من أرباح رحلته، ولكنها لم تورد ذكرا لجزر الهند مطلقا. والأكثر إثارة للريبة أن الامتيازات قد مكنت كولومبوس من «اكتشاف» أية جزر يعثر عليها «والاستحواذ عليها»، وهي عبارة لم يكن إمبراطور الصين ليقدرها بالتأكيد. والواقع أنه من الصعب تخيل الإمبراطور يسلم أية جزيرة لثلاث سفن إسبانية مسلحة تسليحا خفيفا. وكان فيجنود يعتقد أن الأمر الأكثر ترجيحا هو أن كولومبوس «وفرديناند وإيزابيلا» كانوا يخططون لاكتشاف منطقة ما جديدة، ومجهولة للأوروبيين، والاستحواذ عليها.
وانتفض التقليديون للدفاع عن كولومبوس. فتحت قيادة صامويل إليوت موريسون، الذي كانت سمعته كبحار إضافة هائلة لمصداقيته كمؤرخ، رد التقليديون بأنه على الرغم من أن اتفاقية الامتيازات لم تذكر جزر الهند صراحة، فإن الإشارات إلى نصيب كولومبوس من اللآلئ والأحجار الكريمة والتوابل - أي كل منتجات آسيا - تشير بوضوح إلى أنها كانت وجهته.
أما فيما يتعلق بقصة القبطان المجهول، فقد سخر موريسون من البحارة القليلي الخبرة الذين صدقوها تماما. وهنا ظهرت فائدة خبرة المؤرخ في الإبحار؛ فقد ذهب إلى أن القصة مستحيلة من حيث الطقس؛ إذ إن الرياح السائدة لم تكن لتدفع سفينة عبر الأطلنطي من الشرق إلى الغرب.
وأقر موريسون بأنه من المؤكد أن كولومبوس ربما يكون قد سمع حكايات عن جزر تقع غربا، وعن حطام السفن الغريب الذي انجرف إلى الشاطئ على جزر تقع تحت السيطرة البرتغالية. ومن الوارد أن يكون المستكشف قد تأثر ببعض قصص البحر التي سمعها. ولكن لم يكن هناك خريطة سرية أو قبطان مجهول؛ وفي ذلك كتب موريسون أن قصة أوبييدو لم تظهر شيئا أكثر من «النزعة المؤسفة لسلب مجد العظماء.» •••
Halaman tidak diketahui