Teka-Teki Sejarah Yang Menghairankan: Penyelidikan Menarik Mengenai Kejadian Paling Misteri Sepanjang Zaman
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
Genre-genre
لم يكن لدى أي من الشاهدين في محاكمة رد الاعتبار إجابات لهذه الأسئلة. •••
ذهبت إحدى النظريات - التي ظهرت في كتاب لأول مرة عام 1516 - إلى أن جان قد أخبرت ولي العهد عن صلاة كان قد أداها مؤخرا. ووفقا ليوميات كتبها بيير سالا، الذي زعم أنه سمع القصة من صديق مقرب للملك شارل السابع، فقد طلب شارل من الله أن يهبه مملكته إذا كان الوريث الحقيقي لها، أو ييسر له الفرار من الموت أو السجن إن لم يكن. وحين أخبرت جان شارل أنها عرفت بصلاته - وهي صلاة لم يسر بها لأي شخص - اعتبرها «علامة» للوثوق بها.
ومثل قصة الملك المتخفي، كان من الممكن أن تكون قصة الصلاة حقيقية. وكان من الممكن أيضا أن تفسر دون اللجوء إلى سياق القوة الخارقة. فلم يكن من الضروري أن يكون لدى جان حدس خارق لتعرف أن شارل لم يكن واثقا في نسبه. فقد كان البلاط الملكي يعج بالقيل والقال عن كونه ابنا غير شرعي، لا سيما أن والدته قد تبرأت منه كجزء من تحالفها مع البرجنديين والإنجليز. ولا بد أن شارل نفسه قد سمع الشائعة التي كانت منتشرة على نطاق واسع عن أن والده الحقيقي هو شقيق شارل السادس، دوق أورليان. ومن ثم، يمكن أن تكون جان قد خمنت بسهولة أنه لجأ إلى الصلوات، وكان شارل سيشعر بالارتياح بالتأكيد لأن أحدا قد جاء لإجابة دعواته.
ولكن المشكلة في قصة الصلوات السرية هي نفس مشكلة قصة الملك المتخفي. حتى لو كانت حقيقية، هل تكفي لتفسير قرار شارل بوضع مصيره بين يدي مراهقة مجهولة؟ ربما كان شارل ضعيفا ومترددا، ولكنه لم يكن غبيا أو ساذجا. فقد كانت لديه القدرة، شأنه شأن المؤرخين اللاحقين، على إدراك أن جان ربما تكون قد عرفت شكله، أو عم كانت تدور صلواته. إن مكمن جاذبية قصتي الملك المتخفي والصلوات السرية - اللتين يمكن لمؤرخ عقلاني من العصر الحديث إيجاد تفسير لهما - هو مكمن ضعفهما أيضا؛ إذ لو كان بالإمكان التقليل من شأن علامة جان بسهولة، فلماذا أثرت في شارل كل هذا التأثير؟
كان من الواضح أن المطلوب هو علامة أكثر إثارة؛ علامة يمكنها أن تؤثر في ولي العهد ولكنها لا تحوي أفعال ملائكة ولا شياطين أو أية ظواهر أخرى خارقة. وفي عام 1805، توصل بيير كيز إلى نظرية توافق المطلوب: فكتب كيز أن جان، وليس شارل، هي من كانت الابنة غير الشرعية للملكة إيزابو ودوق أورليان. وبحسب هذه الرواية، تم تهريب جان الرضيعة من باريس لإنقاذها من أعداء أبيها. وتم تسليمها لجاك دارك الذي تولى تربيتها (وكان في هذه الرواية من قصة جان نبيلا قرويا وليس فلاحا). ومن ثم كانت العلامة التي أعطتها لشارل في شينون عبارة عن إثبات أنها أخت غير شقيقة له، ربما كان خاتما أو وثيقة أو معلومات خاصة عن عائلتهما.
حلت نظرية كيز شتى أنواع المشكلات؛ إذ فسرت لماذا وثق بها ولي العهد، وشرحت كذلك كيف دخلت جان من الأساس لكي تقابل ولي العهد، وكيف ألمت بالتكتيكات والاستراتيجيات العسكرية. فلم تكن تلك فتاة ريفية عادية؛ بل كانت أميرة ولدت كي تحكم، بما يجري في عروقها من دماء ملكية وما تملكه من علاقات ملكية. وقد لاقت النظرية رواجا وانتشارا، خاصة بين مناصري الملكية الذين لم ترق لهم قط فكرة أن فتاة ريفية قد أنقذت المملكة، وراقت كذلك لهؤلاء الذين كانت تستهويهم المؤامرات. وعاودت النظرية الظهور في أشكال متعددة خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
المشكلة - التي لم يستطع كيز ولا أي من أتباعه التغلب عليها مطلقا - تكمن في أن النظرية لم تقم على أي أدلة، بل افترضت أن جزءا كبيرا من الأدلة المستمدة من محاكمتي جان قد زيفت بطريقة أو أخرى. ولم تأت الشهادة بشأن مولد جان من والديها فقط، ولكن أيضا من العديد من الأقارب والجيران الآخرين، الذين قالوا إنهم شهدوا ميلادها أو يعرفونها منذ يوم ميلادها. ولكي تكون جان أخت الملك، لا بد أن يكون كل هؤلاء الشهود - بل الكثير من بني جلدتها - قد ارتكبوا جريمة حلف اليمين الكاذبة كجزء من مؤامرة كبرى لإخفاء أصلها الملكي.
إن نظرية كيز، وإن كانت مبتكرة، ليس لها مصداقية. •••
طرح آخرون مؤامرات أقل ضخامة وأقل ارتباطا بالملكية. ففي عام 1756، أشار فولتير إلى أن وزراء ولي العهد قد عثروا على فتاة ريفية وقاموا بتدريبها، على أمل أن يكون ظهورها المثير في شينون ملهما لشارل الجبان وجنوده واهني العزيمة لرد هجوم الإنجليز. وفي عام 1908، ورط أناتول فرانس قادة الكنيسة في نفس النوع من المؤامرة، وذلك في السيرة الذاتية التي كتبها لجان دارك. وقد كانت نظريات المؤامرة تلك مستساغة للغاية لدى هؤلاء المتشككين في رجال الكنيسة أو الدولة؛ ولكن للأسف لم يكن لدى فولتير أو فرانس أي دليل يدعمهما.
ثمة طريقة أخرى لتفسير تأثير جان، وهي أنه لم يكن تأثيرا عظيما كما بدا، وكان هناك دليل على هذا الرأي. فلعل شارل قد تأثر تأثرا عميقا بعلامة جان، ولكنه لم يسلم قواته لها في التو واللحظة. وبدلا من ذلك، وبأسلوب بيروقراطي معتاد، قام بتعيين لجنة لاختبارها بشكل أكثر صرامة. واجتمع أعضاء اللجنة لثلاثة أسابيع في بواتييه. وقد فقد التقرير الذي كتبه أعضاء اللجنة، ولكن كان من الواضح أنهم صدقوا قصة جان؛ لأنها انطلقت بعدها إلى أورليان.
Halaman tidak diketahui