Teka-Teki Sejarah Yang Menghairankan: Penyelidikan Menarik Mengenai Kejadian Paling Misteri Sepanjang Zaman
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
Genre-genre
كانت فكرة شليمان الملهمة تتلخص في الحفر خارج أسوار مسينا، حيث لم يبحث أحد من قبل. وكانت النتائج أكثر إبهارا من النتائج في حصارليك. فقد وجد خمس مقابر تحوي رفات تسعة عشر رجلا وامرأة وطفلين رضيعين، وجميعهم مغطون بالذهب. كذلك احتوت المقابر على سيوف برونزية وخناجر بزخارف من الذهب والفضة، وأكوابا وصناديق من الذهب والفضة، ومئات القطع الذهبية المزخرفة. وكانت وجوه الرجال مغطاة بأقنعة ذهبية مميزة بدت كلوحات فنية. وأعلن شليمان، بميله التقليدي لكل ما هو مسرحي، أنه قد حملق في وجه أجاممنون نفسه.
كان شليمان آنذاك أكثر اقتناعا من أي وقت مضى بأن هوميروس قد وصف أشخاصا حقيقيين ومعارك حقيقية. ولكن المقبرة الفخمة في مسينا جعلت البلدة الصغيرة في حصارليك تبدو أقل جلالا وعظمة ، وكانت المقارنة بينهما تلح على ذهن شليمان. وفي النهاية، في عام 1890، وفي مقابل مبلغ كبير من المال، منح الأتراك شليمان تصريحا بمواصلة تنقيبه في حصارليك.
في هذه المرة، حفر شليمان بالقرب من الحد الغربي للتل، على بعد قرابة خمس وعشرين ياردة خارج المدينة حيث عثر على كنز بريام. وهناك اكتشف أطلال مبنى كبير؛ وكان - في النهاية - بناية تليق بأبطال هوميروس؛ بل وظن شليمان أنه ربما كان قصر بريام. والأفضل من ذلك أن العمال قد عثروا داخل جدران المبنى على بقايا أوان فخارية بأشكال وزخارف مسينية واضحة. وقد قدم ذلك لشليمان حلقة الوصل التي كان يبحث عنها بين مسينا وطروادة. فلو كانا لم يتحاربا معا، فلا بد على الأقل أنه كان هناك تبادل تجاري بينهما.
وللمفارقة، أكدت اكتشافات عام 1890 أيضا أسوأ مخاوف شليمان؛ إذ كانت الاكتشافات الجديدة قد عثر عليها في مكان أقرب كثيرا للسطح عن البلدة التي نقب فيها شليمان في سبعينيات القرن التاسع عشر. وكانت تلك إشارة إلى أن طروادة هوميروس قد بنيت بعد قرون من بناء المستوطنة الصغيرة التي وجد شليمان الكنز فيها، وعليه فلا يمكن أن يكون الكنز خاصا ببريام، أو أي شخصية من الإلياذة. والأسوأ أن ذلك كان يعني أن شليمان، في غمرة لهفته للوصول إلى قاع التل سريعا، قد حفر عبر أطلال طروادة هوميروس مباشرة. وبقيامه بذلك، يكون - بشكل شبه مؤكد - قد دمر بعض أطلال المدينة التي رغب باستماتة في العثور عليها. •••
توفي شليمان عام 1890؛ ومن ثم تركت مهمة مواصلة التنقيبات لمساعده فلهلم دوبفلد. افترض دوبفلد أن المنزل الكبير - المكتشف في وقت سابق من ذلك العام - كان جزءا من مدينة العصر البرونزي التي كان شليمان يبحث عنها، وواصل الحفر إلى غرب وجنوب البلدة الأصلية. وعلى مدار عامي 1893 و1894، عثر على مزيد من المنازل الكبيرة، وبرج مراقبة، وثلاثمائة ياردة من سور المدينة، وعثر كذلك على المزيد من الفخاريات المسينية.
وخلص دوبفلد إلى أن «هذه» المدينة هي طروادة هوميروس. والحق أن البرج، والمنازل الكبيرة، والشوارع الفسيحة؛ كانت أكثر تماشيا بكثير مع توصيفات الشاعر مقارنة بأي من المباني التي اكتشفها شليمان. وقاد تحليل دوبفلد للطبقات في حصارليك إلى استنتاج أن مستعمرة شليمان الصغيرة كانت ثاني ما بني في حصارليك، وأن تاريخها يعود إلى قرابة عام 2500 قبل الميلاد. أما طروادة دوبفلد، فكانت سادس مدينة بنيت على نفس المكان، وشيدت فيما بين عامي 1500 و1000 قبل الميلاد. وعلى الرغم من عدم دقة التأريخ، فقد وضع اكتشافات دوبفلد على مسافة قريبة بما يكفي للتاريخ التقليدي لحرب طروادة - قرابة عام 1200 قبل الميلاد - ليعمق ذلك من قناعته بأنه عثر على طروادة هوميروس.
سادت آراء دوبفلد لقرابة أربعين عاما، حتى وصلت بعثة استكشافية أمريكية تحت قيادة كارل بليجن إلى حصارليك. فقد أشارت عمليات الحفر بقيادة بليجن، التي استمرت من 1932 إلى 1938، إلى بعض المشكلات الخطيرة بفرضية دوبفلد. فقد أصر بليجن على أن تدمير طروادة السادسة لا يمكن أن يكون نتيجة غزو يوناني. فعند أحد أجزاء السور، تزحزح الأساس، في حين بدت الأجزاء الأخرى وقد انهارت كلية. وكان بليجن يعتقد أن نوع الدمار لا يمكن أن يكون من صنع الإنسان - حتى على يد الرجال ذوي السمات الأشبه بسمات الآلهة - وأرجعها إلى زلزال.
وفقا لبليجن، كانت المستعمرة التالية في حصارليك - والسابعة بشكل عام - هي طروادة هوميروس. فبعد الزلزال، أعاد الطرواديون بناء مدينتهم، ولكن بطرق مختلفة اختلافا شاسعا. فقد قسمت بيوت طروادة السادسة الكبيرة إلى غرف صغيرة، واكتظت الشوارع الفسيحة ببيوت صغيرة للغاية، لكل منها أوعية تخزين كبيرة في عمق أرضياتها. وكانت دلالة كل هذا لبليجن هو وجود مدينة تحت الحصار؛ فمع وجود الإغريق على أبواب طروادة، كان لزاما أن تملأ كل مساحة متاحة باللاجئين وبضائعهم. وخلص بليجن إلى أن المدينة السابعة سقطت سريعا بعد السادسة؛ ومن ثم تظل متوافقة مع التاريخ التقليدي المتعارف عليه لحرب طروادة. •••
كان علماء الآثار الثلاثة، بداية من شليمان، ثم دوبفلد، ومن بعده بليجن، يعتقدون أنهم عثروا على طروادة هوميروس في حصارليك، وإن كان على مستويات مختلفة.
وقد عزز عمل الباحثين وعلماء الآثار اللاحقين رأي الثلاثة، وجاء بعض من أكثر الأدلة إثارة من أطلال الحضارة الحيثية التي ازدهرت في تركيا حتى وقت ما بعد عام 1200 قبل الميلاد. فخلال سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، قام الباحثون بفك شفرة الألواح الطينية التي عثر عليها هناك، وكان بعضها يدرج أسماء الملوك والدبلوماسيين الأجانب الذين تعامل معهم الحيثيون. وأشار بعض هؤلاء الباحثين إلى وجود الترجمة الحيثية لاسمي بريام وباريس ضمن تلك الأسماء.
Halaman tidak diketahui