بينما حرم الوهابيون كل ذلك وعدوه شركا بالله تعالى ، بحجة أنه توسل بالأموات الذين لاينفعون ولايضرون ، بينما أجازوا التوسل بمشايخهم الأحياء لأنهم ينفعون !! فالتوسل بالميت عندهم شرك حتى لو كان بالنبي صلى الله عليه وآله !
والتوسل بالحي عنده إيمان وعبادة ، حتى لو كان بشخص كافر !
فلو قال شخص:اللهم إني أتوسل إليك بنبيك صلى الله عليه وآله ، فقد كفر !
ولو قال:اللهم أتوسل إليك بالشيخ جعموص ، أو بالمستر فوكس ، فهو مؤمن !!
كل ذلك لأن النبي صلى الله عليه وآله بزعمهم عاجز لايقدر على نفع من توسل واستغاث به إلى الله تعالى ، بينما فوكس وجعموص قادران على النفع فالتوسل بهما حلال وإيمان !
وقد استدل إمامهم ابن تيمية على رأيه بأن عمر بن الخطاب قد توسل بالعباس عم النبي صلى الله عليه وآله ولم يتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وفسر ذلك بأن عمر مثله يعتقد أن التوسل بالميت حرام وشرك ، والتوسل بالحي حلال حتى بالكافر !
مع أن العقل والشرع يقولان: إن حكم التوسل واحد ، فإن كان بالميت شركا بالله تعالى لأنه دعاء غير الله تعالى ، فهو بالحي شرك أيضا ! فلو جاز بالحي لجاز بالميت ، ومحال أن يكون بعض الشرك إيمانا لايخرج عن الإسلام ، وبعضه حرام مخرج عن الإسلام !
Halaman 54